أبلغ مصدر مطلع رويترز اليوم الأحد أن عودة طاقة إمدادات النفط السعودية بشكل كامل بعد الهجوم الذي استهدف منشأتين لشركة أرامكو أمس السبت؛ قد تستغرق "أسابيع وليس أياما"، يأتي هذا في وقت بدأت فيه الأسهم السعودية على هبوط 2.3% اليوم بعد الهجوم الذي أوقف أكثر من نصف الإنتاج.
وأوقف الهجوم على بقيق وخريص نحو 5.7 ملايين برميل يوميا من إنتاج المملكة من النفط، ولم يعط المسؤولون السعوديون جدولا زمنيا لعودة الإمدادات بشكل كامل.
وكان رد الفعل إزاء الهجوم سلبيا في الأسواق الخليجية الأخرى أيضا، حيث نزل المؤشر الكويتي الرئيسي 1.1%، ومؤشر دبي 0.8%.
وهبط سهم الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) -أكبر شركة بتروكيماويات في المملكة- 3.5%، بعد أن أعلنت عن نقص في إمدادات اللقيم بنحو 49% عقب الهجوم.
استخدام الاحتياطي الأميركي
من جهتها، قالت متحدثة باسم وزارة الطاقة الأميركية إن إدارة الرئيس دونالد ترامب مستعدة لاستخدام الاحتياطي النفطي الأميركي الطارئ إذ لزم الأمر.
وقالت شايلين هاينز إن وزير الطاقة ريك بيري "مستعد لاستخدام الموارد من الاحتياطي النفطي الإستراتيجي إذا لزم الأمر لتعويض أي تعطل في أسواق النفط نتيجة هذا العدوان".
الحوثي
وأعلنت جماعة الحوثي في اليمن مسؤوليتها عن الهجمات على معملين في قلب صناعة النفط بالسعودية، بما في ذلك أكبر منشأة في العالم لتكرير النفط في بقيق.
وقالت هاينز إن بيري وجه قيادات الوزارة للعمل مع الوكالة الدولية للطاقة في باريس "بشأن الخيارات المتاحة المحتملة للعمل العالمي الجماعي إذا لزم الأمر".
ونسقت الولايات المتحدة في بعض الأحيان مع الوكالة الدولية للطاقة عمليات السحب الجماعية للنفط من الاحتياطيات الدولية.
وطالما حث الرئيس ترامب الدول الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) على إنتاج المزيد من النفط لضبط أسعار الخام.
وقال بيان من شركة أرامكو السعودية إن إنتاج المملكة سينخفض بمقدار 5.7 ملايين برميل يوميا، أي أكثر من نصف الإنتاج السعودي.
وقال جيسون بوردوف المدير المؤسس لمركز سياسة الطاقة العالمية بجامعة كولومبيا في نيويورك "أسعار النفط ستقفز بفعل هذا الهجوم، وإذا طال أمد تعطل الإنتاج السعودي فسيبدو السحب من المخزون الإستراتيجي مرجحا ومنطقيا".
وفي العام الماضي، تجاوزت صادرات أرامكو سبعة ملايين برميل يوميا من النفط الخام، مع تسليم ثلاثة أرباع هذه الصادرات لزبائن في آسيا. وتملك السعودية احتياطيات تبلغ نحو 188 مليون برميل، أي ما يعادل طاقة المعالجة في بقيق لمدة 37 يوما تقريبا، وذلك وفق ما ورد في مذكرة يوم السبت من رابيدان إنرجي جروب.
فائض
ويشهد فائض الطاقة الإنتاجية لمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، وهي القدرات الإنتاجية غير المستغلة التي يمكن اللجوء إليها لتزويد المستهلكين في حالة نقص الإمدادات؛ تراجعا منذ عشرات السنين بفعل تقادم حقول النفط.
وفي أغسطس/آب الماضي كانت الطاقة الفائضة الفعلية لدى السعودية -التي تبلغ 2.3 مليون برميل يوميا- تشكل أكثر من ثلثي الطاقة الفائضة لدى أوبك، والبالغة 3.2 ملايين برميل يوميا، وفقا لتقديرات وكالة الطاقة الدولية. وتسهم الكويت والإمارات في معظم الفارق.
وقال محللون إن روسيا ربما تملك قدرة فائضة في أعقاب الاتفاق العالمي بين أوبك وحلفائها للحد من الإنتاج بهدف دعم الأسعار.
وقال أندي ليبو رئيس ليبو أويل أسوشييتس "كل يوم تظل فيه المنشأة مغلقة يفقد العالم خمسة ملايين برميل أخرى من إنتاج النفط. والطاقة الفائضة في العالم ليست خمسة ملايين برميل يوميا".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق