ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صانتني كالذهبِ في بطنها وصبي
واَغنتني من سَغَبِ في سالف الحِقَبِ
ضمتني يمناها طفلاً ويُسراها
وسقتني اثداها من صافي الحَلَبِ
ياخير عابدةٍ لله ساجدةٍ
وخير والدة كانت لنا وأبِ
بالذكر دائمةٍ بالليل قائمة
واليوم صائمة في جوّ ملتهِبِ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حديث الأم والوالدة من أكثر الأحاديث التي لها شجون يفوق الوصف كيف لا والأم هي مصدر الحب والحنان والعاطفة وهي الحضن الذي نشأ فيه الرجال والنساء والمهد الدافىء الآمن،ونومة الطفل في حضن أمه ألذ وأشهى من نومه على سرير من الذهب وريش النعام.
والأمهات يتميزنّ بالقلوب الرقيقة والنظرات الحانية تجاه أبنائهن والأمر هكذا حتى في أشرس الحيوانات فترى اللبؤة تشفق وتعطف على اشبالها وتضحي بنفسها من أجل حياتهم وبقائهم على قيد الحياة وهي هكذا رغم شراستها وضرواتها على سائر الحيوانات.
بذرة الحنان والعطف بذرة وضعها الله تعالى في قلب الأم وكذلك الرحمة والشفقة التي أهلتها لتكون الكائن المناسب لتربية البشر جميعاً وحضانتهم ذكوراً وإناثا تلك الأم التي جعل الله الجنة تحت أقدامها عن علم بما في قلبها وبما تقدمه في سبيل تربية الأجيال ورعايتهم.
ليس هناك قلب أرق من قلب الأم ولا حنان ألذ من حنانها وعطفها فهي تبذل نفسها راضية مسترضية في سبيل تربية طفلها الذي قد لايعود عليها بأي فائدة والذي قد ربما يكبر ويعصيها ويتركها عجوزاً عاجزة ولكن رغم علمها بكل هذا لكنها تربي أبنائها وترعاهم واحداً بعد الآخر ولا تبالي ولا تهتم بمن عصى وأنكر هذا الجميل الذي لا يقدر بكنوز الذهب وهي حتى لا تجرؤ على الدعاء على هذا الإبن العاصي مهما حصل من جانبه.
الأم التي لو ق ت ل ه ا الإبن ألف مرة وهي تحيا بكل مرة لما تجرأت على الإنتقام منه و ق ت ل ه كما ق ت ل ه ا، ،قلب الأم هذا المخلوق العجيب الصبور المسامح العطوف الحنون الرقيق الذي لا يشبهه شيء في مخلوقات الله هو السر المكنون لكل تصرفات الأم وأحاسيسها ومشاعرها والذي يدل على عظمة وقدرة خالقه.
ولو قلبت الكُتب ودرست السيَر والأخبار لما وجدت تضحية تشبه تضحية الأم لأجل أبنائها مهما كانت هذه التضحيات حتى في ميادين الجهاد والشرف والبطولة فمن الذي سيتحمل السهر الطويل في سبيل طفل لاينتفع منه بشيء،ومن الذي سيستيقظ تاركاً النوم ولذته ليعد لهذا الصغير الطعام وهو يبتسم ويتودد إليه سوى الأم والوالدة الحنون التي تنظر إلى الأشياء بمنظار مختلف غير الذي ننظر.
الأم تمسح عن الطفل الأذى برضى تام وتستيقظ من أجل ذلك ليلاً ولو كانت بقمة الأرق،الأم تحضن طفلها وتلاطفه وتداعبه وتدندن له وهي لا تنتظر منه أي فائدة أو مصلحة،الأم تظل تعطف على أبنائها وتظل في نفس النظرة إليهم حتى عند كبَرهم وهرمهم ولولا الموت يأخذ الأم لظلت تتحنن وتتودد إلى أولادها إلى الأبد.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق