.............
طلبت وظيفةً كانت فأمست
تقيّدُ بعض حريتي الوظيفه
إذا ما أكثر الإنسانُ حرصاً
على الرزق فيوشك أن يخيفه
..............
وإن من الشعر لحكمة قد يطلب الإنسان شيئاً ويحرص عليه ويسعى في سبيل الحصول عليه باذلاً جهده ومنفقاً ماله حتى إذا ما وصل إليه وحقق مناه وجد نفسه مع مرور الأيام يمل من هذا الشيء ويقيد حريته.
وخير دليل على ذلك هو الوظيفة وخصوصاً في أيامنا هذه والتي نبذل من أجلها كل جهودنا وننظر إلى الشخص الحاصل على الوظيفة بمنظار الحسد والغبطة ولا نعلم أن من أكبر ما يقيد الحريات ويسجن الشخص هو الوظيفة، فأنت عندما قبل أن تتوظف كنت حراً طليقاً تنام إلى الوقت الذي تريد وتسافر أينما تريد وتخرج وقتما تريد وتأكل وتشرب وتتحرك بدون أي قيود.
ثم فجأة ترى نفسك محاط بإلتزامات حضور وتوقيعات ومدراء ومشرفين ومراقبين لك ولحركاتك بعد أن كنت في غنى عن كل هذا. ومع الأيام تجد نفسك قد بدأ الملل يتسرب إليك وبدأت في التفكير بالبديل المناسب لك ولكنك بعد التفكير العميق تقول في نفسك ليس أفضل من الوظيفة بالذات تلك الوظائف التي تتبع الدولة حيث أنها مضمونة لي ولأولادي من بعدي وهذا خطأ واكبر خطأ.
قد يكون راتبك من الوظيفة الحكومية ما يعادل 100,000 ريال أو أقل،حسناً خذ آلة حاسبة واجمع واضرب اذا كنت ستتعمر اربعين سنة موظف كم ستجمع من هذه الوظيفة وقارن ذلك المبلغ بالمبلغ الذي كنت ستجمعه من عمل حر غير الوظيفة مثل الغربة أو التجارة أو غيرها من الفرص الموجودة والمتاحة.
فربما تأتي فرصة وتجمع مبلغ يساوي رواتبك لعشر سنوات أو أكثر وبعد ذلك يفتح لك هذا المبلغ فرصة أخرى للربح والإستثمار وإستغلال الأوقات التي كنت ستستهلكها في روتين الوظيفة في البحث هنا وهناك عن فرص للربح والأعمال الحرة التي لا قيود ولا شروط فيها وستجد المتعة والراحة والإنسجام الذي لا يمكن أن تجده في الوظيفة وقيودها.
وكم قرأنا لكثير من الكُتّاب المشهورين وكبار العباقرة ورجال الأعمال الذين تركوا الوظيفة وانطلقوا في الآفاق مثل النسور باحثين عن مصادر أرزاقهم الحقيقية متحركين بكل حرية وباذلين كامل طاقاتهم ونشاطهم في سبيل خلق أعمال حرة لهم وفعلاٍ حصلوا على ما أرادوا وجمعوا الكثير من الثروة والمال ولم يكونوا يستطيعون جمع هذا القدر من المال من دخل الوظيفة.
والكثير وصفوا الوظيفة والمعاش بأنها للعاجزين فقط وفعلاً كلمة معاش لا تطلق في الغرب إلا على المتقاعد أي الشخص الذي أصبح لا يستطيع عمل شيء لهذا تركوها وانطلقوا لصنع مستقبلاتهم الخاصة وأثبتوا نجاحهم الكبير.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق