يا لها من لحظات تلك اللحظات التي تخالط العالم المخترع قبيل نجاحه والتوصل إلى إختراعه وإخراجه من الخيال إلى الحقيقة،يا لها من أحاسيس ومشاعر تلك التي تأتي بعد بذل المحاولات والجهود الكبيرة،التي تأتي بعد تعاقب الإنهزامات والفشل والإحباط الذي يصاحب كل تجربة وكل محاولة إبتكار جديدة.
العلم لا يعرف المستحيل،العلم يفتقر إلى أولئك الذين لا ينطرحون لليأس أولئك الذين يسبحون بخيالهم ويتجاوزون بتخيلاتهم آماد بعيدة ومسافات شاسعة من الكون وأشياءه المتناثرة هنا وهناك والتي تحتاج إلى دراسات بعيدة وتدوين في كُتب ومجلدات عظيمة تمتد صفحاتها كما تمتد السُّحب في آفاق السماء.
نحن بحاجة إلى علماء وحكماء من ذوي اللحى الشعثاء الطويلة جداً والمتناثرة على الوجوه التي كلها علامات إستفهام عما يحدث من حولها، أولئك الذين يتأملون ويتفكرون في مكونات الأشياء ويبحثون عن أسرارها ولاينفكون في التدوين والإسترسال بالمقارنات وكتابة ملاحظاتهم وتأملاتهم في ذاكرة عقولهم قبل كتابتها في الأوراق والكتب.
إن الإنسان بهذه الأدوات والأجهزة التي خلقت له من سمع وبصر وفؤاد وعقل يخزن الآف وملايين الأفكار وهذا الخيال الذي يصول ويجول في أطراف الدنيا في لمح البصر، هذا المخلوق خسارة أن يخرج من الدنيا ولم يضع بصمته في سبورة العلم ويحدث شيء كبير وضخم يفِي بغرض هذه الوسائل التي خُلِقت له.
الإنسان إن لم يكن عالماً فليحاول أن يكن من تلامذة العلماء والإنسان الذي لا يفكر ولا يحاول أن يترك بصمة في هذه الحياة المليئة بالفرص وأوقات الفراغ الطويلة،هذا الإنسان لا همة لديه ولا طموح.
لو لم يوجد العلم والكتابة والقراءة والبحث والإطلاع لما كان في الدنيا لذة،فالعلم هو الأساس الذي قام عليه الكون وتكونت به الكائنات ولا يوجد شيء في الأشياء وُجِد بغير علم فكل الأشياء تخضع للعلم وتنقاد له.
لذلك يجب علينا التفرغ للعلم والإبتكار وإنتاج الحقائق والنظريات التي توسِّع نظراتنا للحياة وتخرجنا من الضيق إلى الإتساع ومن التعاسة إلى الراحة، فعلامات الإستفهام التي في أذهاننا لو استطعنا الإجابة عنها لتوسعت مداركنا وارتقت عقولنا إلى درجات تجعل الحياة لنا أكثر راحة وأكثر إستقرار.
إنظر إلى محاولات العلماء وأبحاثهم التي تناقلوها منذ قديم الزمن بدأت ببذرة فكرة ثم نمت وترعرت وتناقلت من عقل إلى عقل حتى أثمرت وجنينا ثمارها في تكنولوجيا اليوم ومخترعاتها من وسائل تواصل وسفر تتمثل في الطائرات وغيرها ووسائل إتصالات هاتفية ولاسلكية ووسائل إنارة وإضاءة مستمدة من طبيعة الكون.
ولا زال العلم في تمدد وتوسع ومازالت الأفكار كثيرة ومتشعبة ومازالت مجالات الإبتكارات مفتوحة والمبهمات أكثر بكثير من الحقائق ولا تحتاج إلا إلى عقول لكشف أسرارها والخوض في تجارب ونظريات لإثباتها.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق