أخولة إنّ القلبَ فيكِ يهيمُ
وإن الهوى خطبٌ عليه عظيمُ
وإن وصالك إن وصلت لجنة
وإن بعادك إن بعدت جحيمُ
حننت إلى لقياك ياابنة حيِّنا
كما حنَّ للأمِّ الرؤوم يتيمُ
وشقت لخديك الرطاب ولثمها
كما شاق للضرع الدرور فطيمُ
====== ===== =====
قُرِنا معاً والعمر عشرون حجة
وعشر وثنتان فهن همومُ
فليتك كنتِ والنهود كأنها
غداة بلوغ عنبرود و(ليمُ)
عشية لا خل يؤانس وحشتي
ولابدر يحيي مسمري ونديمُ
وقد سرني وصلك ما غم هجركِ
وليس سرور في الحياة يدومُ
====== ===== =====
وما سآءني أني بنار جهنم
صليت ومثلك في النعيم مقيمُ
كأني في لجج الصبابة يونس
رماه القضا باليم وهو مليمُ
نسيمٌ يهيج الشوق بين جوانحي
ويهرق من عيني الدموع نسيمُ
لئن كان من بين القلوب سليمةٌ
فما قلب حمالٌ غرام سليمُ
لعمرك إن أخاً تجنب ذا الهوى
مخافة أن يُبلى به لحكيمُ
فقد ضلني التهيام حين تشعبَ
كما ضل في الأرض الفلاة ظَليمُ
====== ===== =====
وما ضلني إلا جبين ومبسم
وخدٌ وصدغان وصوت رخيمُ
فمن لي بأرض ياخليليَّ أهلُها
بسود الليالي أقمرٌ ونجومُ
شكا القردُ والخنزير كظّاً وبطنة
وذئب الغضى من عفتيه صؤومُ
ولُقّب بالطائي بخيلٌ وممسك
وأُنعِت بالشح المطاع كريم
ووشّى الثراء أحلامَ قوم وسُفهت
لعُدم ذويها في الحياة حُلوم
وما يستوي وجه يشع مروءة
وجوداً على عُدمٍ ووجه دميم
ألم ترَ أن الطير ليست سوية
فمنها حمام محجلات وبوم
فلا غرو من ركب الصفات ضدودَها
وأن تلد الأيام وهي عقيم
====== ===== =====
توقَّع من الأشياء أسوأ ما بها
لتثبت إن فاجاك أمر جسيم
ولا تك بالمدح المبجل مولعا
فيثنيك ذالٌ من عذول وميم
ولا تنشغل بالاً بأهل زماننا
فما البعض إلا أبطن وجسوم
ولو كان هذا الدهر يأتي بأحسن
لما كانت الغول النؤوم تقوم
تصبَّر فإن الصبر سم المصائب
وليس يطيب مقام فيه سُموم
وإن كنت ذا سقم فلن تعدم الشفا
فكم عَلَّ ظمآن وصح سقيم
ولاتيأس التفريج من رب يرحمُ
ويحيي عظام الخلق وهي رميم
وإن ضقت في أرض وضاق بك اهلها
فيكفيك فاءٌ في الفضاء وجيم
====== ===== =====
وما ضاقت الدنيا على من له بها
إله يلوذ به ورب رحيم
وما مثل نفس المرء عونٌ لنفسه
إذا لم يكن يوماً وليُّ حميم
ومن يستمد العون من غير ربه
ويركن الى المخلوق فهو غشيم
ألا إنني استودعت سري فؤاديا
وإنه للسر المصان كتوم
فما مثل جوف المرء قبرٌ لسره
اذا نبشَ السر الدفين نديم
ولملمت نفسي بعد تشتيت أمرها
وجمَّعت أعوامي وهنّ حطيمُ..
====== ===== =====
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق