العصر الذهبي للإسلام وعصر ما بعده! - يمن سام Yemen Sam

أعلان الهيدر

الجمعة، مارس 09، 2018

الرئيسية العصر الذهبي للإسلام وعصر ما بعده!

العصر الذهبي للإسلام وعصر ما بعده!

حياة البذخ والترف التي عاشها الناس في عصور ما بعد الإسلام،من إنفتاح الناس ورواج الشعر والكتابات الأدبية والرقي بالملبس والمأكل والمشرب ورواج آلات الطرب والغناء والمعازف كل ذلك كان له تأثير كبير على المجتمع وانتقاله من العصر الذهبي للإسلام وتطبيق شرائعه نصاً وحرفاً إلى عصر إلقاء ما على الكاهل من حواجز وقواعد ضابطة يتخيلها البعض عوائق في حيث أنها كانت سياج حماية للمجتمع ليرقى بحياته ويرتفع عن حياة الحيوان التي تسيرها الرغبات الجسدية والغرائز..

بدأ الناس من ضعيفي الإيمان يلقون متنفساً حسب ظنهم في الخروج عن قواعد الدين في المأكل والمشرب والسلوك ظانِّين بأنفسهم أن ذلك تحرر في حين أنهم قد أثروا على أنفسهم وعلى الأجيال التي أتت من بعدهم تأثير سلبي للغاية،بدأوا بإعادة التنافس على الدنيا والتفاخر من جديد بالمال والبنين والاستحواذ على السلطة واستعمال كل انواع القتل والعنف واسرفوا في ذلك إسرافاً كبير..

كان المجتمع قد وصل إلى الرقي في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم والخلفاء من بعده حيث أصبحت آيات الذكر الحكيم وشرائع الدين تعيش مع الناس وتأكل وتشرب معهم وتتماشى الأخلاقيات مع هذا الهدي الرباني ، كنا قد وصلنا إلى بر أمان ومحطة يحسدنا عليها اليهود والنصارى وغيرها من الأديان ولله في كل شيء حكمة، لكن بمجرد موت النبي العظيم عليه الصلاة والسلام والخلفاء من بعده ،تحول الناس إلى حياة جديدة وخروج عن قواعد الدين شيئاً فشيئا حتى وصلنا إلى مرحلة الإنحطاط الديني والأخلاقي وجزر بعضنا بعضاً على أتفه الأسباب..

بدأ الحكام بالإغداق على أنفسهم بالمال والأكل والشراب والجواري والقصور الفخمة وعقد مؤتمرات الشعر وندواته وجلب المغنيين والمغنيات والراقصات إلى بلاط الحكام وقضاء الليالي الحمراء في السهر والشراب إلا من رحم ربي،تحول المجتمع بإندفاع غريزي إلى ما يسمى بالتحضر والتطور حسب زعم البعض وبدأ الفقر ينتشر والحاجة تستشري في الكثير من أبناء المجتمع بعد أن كانت الأموال تُجبى إلى بيت مال المسلمين وتتوزع على الفقراء والمحتاجين فعادت وأصبحت يستحوذ عليها ناس دون ناس بمعنى أدق أفراد معدودون بعدد الأصابع..

أصبح الفقير مهمَّش تهميش شديد في المجتمع ولا يُنظر لحاله من الحكام والأمراء إلا إذا كان شاعراً يستطيع أن يظهر أمام الملوك ويستجدي عطائهم أو صاحب حيلة توصله إلى بلاط الحكم، وعاد العامة من افراد المجتمع إلى التقطع والحرابة ونصب الكمائن لتحصيل المال وعاد الحكم في المجتمع الإسلامي إلى التوارث والإنتقال بين أبناء الأسرة الواحدة ونشأت دول ودويلات بعد أن كانت دولة واحدة وجسد واحد..

ولو قارنت بين العصر الذهبي للإسلام وعصر مابعد الإسلام لوجدت فرق شاسع كما بين السماء والأرض فالعصر الذهبي الإسلامي كان عصر وصل إليه الناس إلى الرقي واستكمال كماليات الحياة والخلافة على الأرض،فقد تحقق فيه الغنى وحوزة المال الكثير في خزينة الدولة،وتحقق فيه النصر والبطولة في الكثير من الملاحم والمعارك،وتحقق فيه الأمن والأمان والطمأنينة والسكينة في قلوب الكثيرين من الناس ، وفيه أمِن الراعي على غنمه وساد العدل واستغنى الفقير ولانت قلوب الجبابرة والمتكبرين ودانت الأرض والناس لله الواحد الديان وأصبح الناس جسداً واحداً وقبيلة واحدة..

انتهت الكثير من الخلافات ومشاكل الثارات التي ظلت لعقود وأعوام بين قبائل عربية تقتل بعضها بعضا،ليصبحوا فيما بعد أخوة وينسون كل قضايا الخلافات والدماء التي كانت بينهم ، وكل ذلك لم يتحقق في ليلة وضحاها فمن يدرس سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وبداية الدولة الإسلامية يعلم أنها ما نهضت وبُنيت على ذلك النجاح والإزدهار والتوسع والمتانة إلا بعد مجهود كبير من السماء ومن الأرض فقد بدأ الله سبحانه وتعالى وبدأ الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بإعدادها من الصفر ومن اللاشيء كيف لا والله تعالى كان قد أحاط مؤسس هذه الدولة وهو النبي صلى الله عليه وسلم إحاطة ربانية مختلفة عن أي إحاطة أخرى لعلمه تعالى أن تكوين دولة إسلامية وصناعة عصر ذهبي إسلامي يحتاج إلى بداية كهذه..

بنى الله تعالى رسوله ثم بدأ ببناية النفوس والأفراد فرداً فردا حيث كانت دعوة سرية وإصلاحات نفسية فردية تجعل من كل فرد أساساً متيناً يتحمل الكثير فوق كاهله ولا يتزعزع وظل الحال هكذا لسنوات عديدة فانتقل الصلاح والخير تدريجياً بلطف وعناية من السماء إلى النبي الكريم ثم إلى الأفراد واحداً واحدا وكل فرد عمل بما تمليه عليه هذه الرسالة العظيمة حتى وصل الحال إلى دولة إسلامية متوازنة متكاملة من جنيع جوانبها ظلت كثيراً وحكمت كثيراً ولا زالت آثارها وإيجابياتها باقية إلى يومنا هذا..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.