شعوب يسوس الجهل لا العلم أهلها

شعوب يسوس الجهل لا العلم أهلَها
توارثها جيل فعاث بأجيالِ

يشيخ بها الجندي لايرقى رتبةً
كرتبة صبيانٍ لديهم وأطفالِ

ويحكمها قانون غابٍ فناسُها
همُ بين مأكول ضعيف وأكّالِ

شعوب وأوطان تولت أمورها
دمى راهبات لا ملوك لأقيالِ

فلو أنه تاج برأس مخضرمٍ
ولكنّه تاج على رأس تمثالِ

على كل طاغوت وجبت ومجرم
شبيهين أشباح وأمثال أغوالِ

تقود رعاياها بظلم وذلةٍ
ولاخير في حكم يكون بذلالِ

فإن ضاعني وطني توطنت دونه
كتابي وأقلامي وفكري وآمالي

وحسبي من عيشي كتابي وريشتي
ومسكنُ يؤويني ويؤوي أطفالي

ألا إنّ شعباً ليس شورى اموره
إلى العز ظمآنٌ يؤمل في آلِ

وكيف لشعب أن يروم تقدما
وجاهله يقضي فيخلفه التالي

فذلك شعب من يُرجِّي صلاحه
كمن يرتجي بدراً بأول شوالِ

أليست شعوب العُرب بالجهل لم تزل
وما علمها إلا مجرد أقوالِ

شعوب أتاها العلم قولاً منزّلا
فلم تقرِن الأقوال يوماً بأفعالِ

فلو أنني في الصين أصبحت صانعاً
ثيابي ومركبتي بعلمي وأنعالي

شعوب غزاها العلم غزواً وسادها
فسادت وأمسى ملكنا بائداً بالي

وأغنتهم اثوابٌ من العلم فُصّلت
ولم يغنني ثوبي القصير ولاشالي

ورثت عن اجدادي مفاخرةً بهم
ولله جَمَّال يتيه بجمَّالِ

قبائل ماانفكّت تسيل دماؤها
بأسباب ثارات قِدامٍ وأَذحَالِ

وليس شجاعا مورِثُ الثأر غيرَه
على غير حقٍّ حاسر الرأس متعالي..
30-8-2012