رسالة الرئيس ابراهيم الحمدي والموجهة للشيخ الأحمر:
تزامنا مع ذكرى وفاة الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر تنشر _ولأول مرة_ رسالة محررة بخط الرئيس ابراهيم الحمدي وموجهة للشيخ الأحمر وتكشف الرسالة جانبا مهما من العقبات التي اعترضت مشروع بناء الدولة المدنية دولة النظام والقانون. .
بَِّسمَ اّلَلَهِ الَرحٌمَنِ الَرحٌيِّمَ
اّلَجِمَهِوِريِّةّ اّلَعٌربِيِّةّ الَيِّمَنِيِّةّ
مَجِلََّس الَقِيِّاّدِةّ
مَكتّبِ اّلَرئيَِّّس
(1)
الأخ الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر حياكم الله
بعد التحية:
أكتب هذه الرسالة وقلبي يقطر دما، ﻓﻜﻨﺖ قررت ألا أكتب شيئا، ﻭﻟﻜﻦ مسؤوليتي أمام الله وأمام الواجب حتم ﻋﻠﻲ أن أكتب إليك هذه الرسالة.
للمرة الثالثة والرابعة والخامسة وحوادث القتل ﺍﻟﻤﺘﻜﺮﺭﺓ فيما يسمى بنقطة خمر -عمداّ وعدوانا- في الطريق المَسبلة (*) العامة للمواطنين، سواء كانوا موظفين مع الدولة أو كانوا موظفين عاديين.
(2)
وتمر هذه الحوادث وكأنكم تتمتعون بأسعد اللحظات وأغلى الأماني، وآخر هذه الحوادث هو حادث الإعتداء الأثيم على قائد اللواء الثالث من الوحدات ﺍﻟﻤﺮﻛﺰﻳﺔ الذي كان في طريقه من صعدة إلى ﺻﻨﻌﺎء، وفي نقطة خمر بالذات تم إطلاق الرصاص عليه ﻭعلى من معه، وهم في سيارة صغيرة مارين في الطريق المسبلة العامة ليلة الأربعاء، وهم الآن في المستشفى بين الحياة والموت.
(3)
لا أدري ما هي المكاسب التي تكسبها يا شيخ عبدالله من وراء الإعتداء على الناس ﻭﺳﻔﻚ ﺩﻣﺎﺋﻬﻢ، وهل هذه ﺍﻟﻤﺑﺎﺪﺉ الإسلامية التي تتباكى عليها، وهل هذه العدالة والشورى التي جاءت بها شريعة السماء، وتأكد أن كل صغيرة وكبيرة منسوبة إليك من الناس جميعا وقبل هذا من الله عز شأنه.
(4)
وإذا بقي لك أن تسمع نصحا، فإني أنصحك بأن ﻻ تزيد في ﺳﻤﻌﺘﻚ بأن تلطخ بالدماء وقطع الطريق، وأنت تعرف ما حكم الإسلام في هؤلاء، أنصحك أن ﺗﺘﺠﻨﺐ مثل هذا، وهذه نصيحة أخوية يعلمها الله.
هذا واطلب منك سرعة تسليم المعتدين إلى الدولة فورا، وإلغاء ورفع ما تسمى بنقطة خمر.
(5)
وإلا فنحن نعرف كيف نتعامل مع من يقطعون الطريق، ويسفكون الدم الحرام في الشهر الحرام، وفي الأيام التي أعلن فيها سيد البشر -عليه الصلاة والسلام- بأن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم إلى آخره.
ومنتظر ردك ونحن قد برأنا الذمة، والله وحده القادر على الإنتصار للحق ونكس المتكبرين، والسلام عليكم..
1976/11/14
مقدم/
إبِراّهِيِّمَ مَحمَدِ الَحمَدِيّ
* المسبلة: أي الطريق السبيل "معجم لسان العرب" لابن منظور..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق