*الخبر:*
فيما تعطلت إمدادات النفط السعودية بحجم 5 ملايين برميل يوميا على الأقل، إثر هجمات المسيرات اليمنية على مصافي أرامكو، طمأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب ولي العهد السعودي بن سلمان من خلال الإعراب عن استعداده لتعزيز الأمن والاستقرار في السعودية.
*التحليل:*
- في الحقيقة يأتي هذا الاستعداد بعد سلسلة من الإهانات التي وجهها الرئيس الأميركي إلى الملك السعودي سلمان بن عبدالعزيز، ووصفه مراراً الحكومة السعودية على أنها حكومة لا تدوم أكثر من أسبوعين من دون الدعم الأميركي، ما يدل على أن ما يثير قلق ترامب ليس هو إدارة الملك سلمان أو مستقبل ابنه أو ترسيخ الثبات والأمن في السعودية.. بل إنما هو قلق على المصالح التي سوف تتزلزل جراء تصدع الحكومة السعودية.
- الهاجس الآخر الذي يقلق ترامب بشأن السعودية إنما هو وعود بن سلمان لترامب بسد الفراغ الذي من المزمع أن يخلفه حذف إيران من أسواق النفط، وطبعاً وإن افترضنا جزافاً أن إيران سوف يتم حذفها من سوق النفط وفي ظل الحضور المتعثر لفنزويلا وليبيا.. سوف يضع ترامب كل آماله في سلة السعودية لتعويض الخلل الحاصل في أسواق النفط، وللتهرب من السخط العالمي الناجم عن بروز الاضطراب في سوق النفط.
- في الهجمات الثالثة لأنصارالله على أرامكو وإن حاول ترامب أن تكون ردة فعله أكثر عقلانية وأن يضع لسانه خلف عقله بألا يتهم إيران رسمياً، لكن وزير خارجيته مايك بومبيو عوض عنه، حيث نسب العمليات الناجحة والمؤثرة اليمنية، إلى إيران، كما أن هذا الموقف وإلى جانب استرضاء ترامب لبن سلمان وعلى ضوء عزل جان بولتون أحد دعامات "فريق بي".. كل هذا يعني أن البيت الأبيض لا زال يعول ويثابر لكي لا تتهاوى سائر دعامات هذا المربع. ومن البديهي أن الجهود باتت تصب جميعها في اختلاق "إجماع عام" ضد إيران، ولذلك جاء تحذير بومبيو في تصريحاته الأخيرة بشأن تهديدات إيران لأسواق النفط العالمية، إذ بات يكثف من مساعيه للتحشيد ضد إيران على المستوى الدولي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق