بقلم: يورونيوز مع أ ف ب
-حقوق النشررويترز
إنتاج أكبر مصدّر للنفط في العالم يتأثر بعد هجمات الحوثيين على منشأتيْن لشركة أرامكو النفطية العملاقة.
فقد أعلنت وزارة الطاقة السعوديّة يوم أمس السبت، أنّ الهجوم الذي تبنّاه الحوثيون المدعومون من إيران بواسطة طائرات مسيّرة قد أدّى إلى توقّف "موقّت" للإنتاج في هذين الموقعين، وهو ما أثّر على نحو نصف إنتاج "أرامكو" السعوديّة العملاقة.
وكان الهجوم قد تسبب في نشوب حريق في المنشأتين في ثالث عمليّة من هذا النوع في خمسة أشهر على منشآت تابعة للشركة.
نصف إنتاج أرامكو يتضرّر بفعل الهجمات
وقال وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان، في بيان نشرته وكالة "واس"، إنّ الهجوم نتج عنه "توقّف عمليّات الإنتاج في معامل بقيق وخريص بشكل مؤقّت". وأضاف أنّ الهجوم أدّى إلى "توقّف كمّية من إمدادات الزيت الخام تُقّدر بنحو 5.7 مليون برميل، أو حوالي 50% من إنتاج أرامكو".
بدوره، قال الرئيس التنفيذي لشركة "أرامكو" أمين الناصر، إنّه "يجري حاليًا العمل على استرجاع كمّيات الإنتاج، وسيتمّ تقديم معلومات محدّثة حول ذلك خلال الـ48 ساعة القادمة". وأضاف أنه لا توجد إصابات بين العاملين.
وتصاعدت أعمدة الدخان الكثيف من الموقع بعد الهجومين على منشأتي "أرامكو" في شرق السعودية.
ويُبرز الهجومان الخطر الذي باتت تُشكّله أسلحة الحوثيين المدعومين من إيران، التي أصبحت أكثر تطوراً من صواريخ بالستية إلى طائرات مسيّرة، على المنشآت النفطية في السعودية، أكبر مصدّر للخام في العالم.
وتبنّى الحوثيون هجومين سابقين في أيّار/مايو وآب/أغسطس، على منشآت لأرامكو في المملكة التي تقود تحالفاً عسكرياً يشنّ حملة عسكرية جوية في اليمن منذ 2015 ضدّ الحوثيين ودعماً لحكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي المعترف بها دوليّاً.
وصرّح المتحدّث الأمني في وزارة الداخلية السعودية، أنّه "عند الساعة الرابعة من صباح اليوم السبت (الواحدة بتوقيت غرينتش) باشرت فرق الأمن الصناعي بشركة أرامكو بإخماد حريقين في معملين تابعين للشركة بمحافظة بقيق وهجرة خريص نتيجة استهدافهما بطائرات بدون طيار".
وأشار في بيان نشرته "واس"، إلى "السيطرة على الحريقين والحدّ من انتشارهما"، وأكّد أنّه تمّ فتح تحقيق.
وعزّزت السلطات السعودية الأمن في محيط الموقعين المستهدفين ومنعت الصحافيين من الاقتراب لمعاينة حجم الأضرار.
ونقلت قناة "المسيرة" التابعة للحوثيين عن المتحدث الرسمي باسمهم قوله، إنّ المتمرّدين نفّذوا "عمليّةً هجوميّة واسعة بعشر طائرات مسيّرة استهدفت مصفاتَي بقيق وخريص التابعتين لشركة أرامكو" في شرق السعودية.
أين يقع موقع بقيق .. وخريص؟
ويقع موقع بقيق على بُعد ستّين كيلومتراً نحو جنوب غرب الظهران، المقرّ الرئيسي للشركة، ويضمّ أكبر معمل تكرير نفط لـ"أرامكو" وفق موقع الشركة الإلكتروني.
أمّا موقع خريص، يقع على بُعْد 250 كيلومتراً من الظهران، فهو أحد الحقول النفطية الرئيسية للشركة الحكوميّة التي تستعدّ لطرح جزء من أسهمها للاكتتاب العام، وهو أمر كان مقرّراً في الأصل عام 2018 لكنّه أرجئ بسبب انهيار أسعار النفط الخام في السوق العالمية.
والدخولُ إلى الأسواق هو ركيزة أساسية من برنامج الإصلاحات التي تعهّد بتنفيذه ولي العهد السعودي، لتنويع اقتصاد السعودية الذي يعتمد أساساً على النفط.
أرامكو تلجأ إلى خطط الطوارئ
وقال سمير مدني أحد مؤسسي موقع "تانكر تراكرز" لتعقب حركة الشحن البحري في حديث لفرانس برس، إنه "بناء على حجم الأضرار ووقوع أي أعطال، ستلجأ أرامكو إلى خطط الطوارئ عبر استخدام مخزونها إذا لزم الأمر".
وسبق أن تعرّض موقع بقيق الذي استُهدف السبت، لهجوم بسيارة مفخخة تبنّاه تنظيم القاعدة في العام 2006. ولم يتمكن المهاجمان اللذان قُتلا في الهجوم، من الدخول إلى معمل التكرير وقُتل حارسان.
وعام 2014، أصدرت محكمة سعودية حكماً بالإعدام على رجل مرتبط بهذا الهجوم وحكمين بالسجن 33 عاماً و27 عاماً على آخرَين، بحسب وسائل إعلام حكومية.
في 17 آب/أغسطس، أعلن الحوثيون تنفيذهم هجوماً بواسطة عشر طائرات مسيّرة، قالوا إنه "الأكثف" على المملكة، ضد حقل الشيبة شرق البلاد. وأشعل الهجوم حريقاً "محدوداً" بحسب "أرامكو" في منشأة للغاز، من دون وقوع إصابات.
وفي 14 أيار/مايو، تبنّى الحوثيون هجوماً بطائرات مسيّرة في منطقة الرياض على محطتي ضخّ لخط أنابيب نفط يربط شرق المملكة بغربها، ما أدى إلى تعطّل موقّت للعمليات في الأنبوب.
هجوم يفاقم حجم التوتر في الخليج بين السعودية وإيران
ويزيد الهجوم الأخير من التوتر في الخليج، بعد سلسلة هجمات وأعمال تخريب تعرّضت لها ناقلات نفط في أيار/مايو وحزيران/يونيو، نسبتها الولايات المتحدة والسعودية إلى إيران التي تنفي ضلوعها فيها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق