حتى لو عرفوا ان إيران لها علاقة مباشرة او غير مباشرة بالعمليات التخريبية في ميناء الفجيرة وبحر عمان فلن تحصل أي مواجهة .
فهم سوف يحاولون اخفاء ذلك لحفظ ماء وجوههم وهذا ما حصل بالفعل .
وما اكد ذلك وجعله أمراً مسلما به هو عمليه إسقاط الطائرة الأمريكية الباهضة الثمن والعالية التجهيز .
لان الهدف من الأحداث والاستعراضات للقوة التي سبقت هذه العملية كان اللعب على الاعصاب الإيرانية باستخدام ما يعرف بسياسة حافة الهاوية .
التي ينتهجها الرئيس الامريكي ترامب .
ومعه ابواقه واجراءه في المنطقة الذين يهللون ويزملون ويطبلون للتحركات العسكرية الامريكية باتجاه المنطقة .
وهم يضنون ان القيادة الإيرانية سوف ترضخ لهذه الضغوط .
متناسين النفس الطويل للمفاوض الإيراني . وكذلك خبرة وحنكة النضام الإيراني الذي يقف على إرث دولة كانت تحكم نصف العالم .
وجذورها ضاربة في عمق التاريخ .
وهذه القيادة انما هي امتداد لتاريخ وعراقة هذا الشعب والدولة العريقة .
كثير من الاّراء ترجح ان ايران هي المستفيد الاول من هكذا حدث وكثير من الاّراء ايضا تاخذ بنضرية المؤامرة .
وهناك اّراء أخرى ترجح ان هناك طرف ثالث وراء ما حصل .
ويعتقدون ان اسرائيل ربما تكون هي من يقف وراء مثل هذا العمل .
ويدعم هذا الاعتقاد ان الأمريكان ومعهم الامارات كانوا يودون ان لا يعلنوا هذا الخبر لولا استباق الاعلام الإيراني بالاعلان عنه وتكراره طوال ذلك اليوم .
وهذا التكتم ايضا يؤيد الاراء التي تقول بنضرية المؤامرة ان الفاعل اسرائيل .
ومعروف ان الادارة الامريكية وحتى الامارات والسعودية .
لن يتجرؤون على اتهامها خوفا من غضب اللوبي الاسرئيلى المسيطر على صناعة القرار الامريكي الذي اكيد سوف يتحول في النهاية الى غضب ترامبي أمريكي .
والاحتمال الثاني ان يكون الفاعل اما إيراني او إيراني بالوكالة .
كما يحبون ان يصفوا الجهات التي تتحالف مع ايران في المنطقة .
وحتى في هذه الحالة فانهم لن يتجرؤوا على التصريح باتهام ايران .
لان هذا معناه الحرب .
على الاقل لحفظ ماء الوجه لامريكا واعوانها .
وطبعا اذا كانت ايران قد فعلت ذلك باي طريقة فهذا يعني انها تدرك كل ما سبق .
وهي تعلم ان الاستعراض الامريكي الهدف منه الضحك على عقول حكام بعض الدول الخليجية لنهب أموالها .
لذلك فهو لن يخيفها .
فكما صرحت ايران ان منطقة الخليج هي ملعبها وأمريكا وناقلات طائراتها وقواعدها انما هي هدف سهل للصورايخ الإيرانية في البر والبحر .
وهذه التصريحات هي واقعية فايران استفادت من الحصار واعتمدت على تطوير قدراتها الدفاعية والهجومية ذاتيا .
وأصبحت دولة مصنعة للسلاح بمختلف أنواعه .
وهي دولة عسكرية شعبا وحكومة .
وهي تعرف انها محاطة بالأعداء .
وهي ان قامت بهذه الضربة الاستباقية التحذيرية بنفسها ، او أوعزت بعمل ذلك .
فهي تدرك نتائجة .
واول ما استنتجه شخصيا من قراءة الأحداث ان القيادة الإيرانية تلعب على نفس السياسة التي يلعبها الرئيس الامريكي
ومطبليه في المنطقة وهي سياسة حافة الهاوية .
وكما قال الكاتب عبدالباري عطوان ( اذا كان ترامب قد وضع رقمه للقيادة الإيرانية لدى سويسرا .
فانه الان هو من يقف على حافة الهاوية وعليه ان يتصل بسويسرا ليجد رقم لقيادة ايران للاتصال بهم .
بدل انتضار تلقي المالكة منهم ) .
لكن هذا الكلام لايعني المبالغة والتغابي عن القدرات الكبيرة للجيش الامريكي .
فامريكا طبعا هي الدولة الاقوى في العالم .
وهي من تتحكم بالاقتصاد والسياسة الدولية .
وهذا ندركه جميعا ومعنا القيادة الإيرانية .
ولكن ايضا يدرك الايرانيون ان امريكا رغم قوتها الا انها لا تستطيع ان تحسم كل الامور لصالحها .
فالأمريكيون حركوا أساطيلهم نحو الخليج بعد ان فشلو في إسقاط نظام لديه مشاكل كبيرة مع شعبه وجيرانه في فنزويلا .
وقبل ذلك فشلوا في كوريا الشمالية رغم كل الاغراءات
وايران ان قامت بهذا العمل فهي ليست مغامرة منها .
على العكس ، فالمغامرة هي ان تضل ساكنة حتى يتجمعوا حولها ويطبقوا عليها الحصار ويضعفوها ومن ثم يتجرؤوا عليها .
فامريكا تريد فقط ان تستفيد من التلويح بالقوه .
وهي تعرف ان هذه السياسة ربما تحقق بعض الأهداف افضل من استخدام القوة ذاتها .
وايران بشعبها الذي يقارب الثمانين مليون وهو الشعب صاحب الارث التاريخي في الغلبة والتحدي .
لايمكن ان يخضع لمثل هذه الالاعيب .
وايضا اعتقد ان قدوم البوارج الامريكية في هذا التوقيت الى المنطقة ليس لهدف الضغط على ايران فقط بل ربما يكون لهذا التواجد علاقة بصفقة القرن .
وربما يكون له علاقة بالتهديد الذي مثلته حركة حماس على اسرائيل في المواجهة الاخيرة .
وقد يكون لهذا التواجد علاقة بالتوترات التي تحدث في المتوسط بين تركيا واليونان وقبرص .
وقد ايضا يكون هذا التواجد له علاقة بالتسوية في سوريا .
وقد يكون له ايضا علاقة بما يحدث في ليبيا والسودان والجزائر واليمن أيضا.
ومع ذلك كله فهذا الوجود الامريكي وما يرافقه من زعيق إعلامي لايمكن ان يتعدا مجرد استعراض للقوة لاهداف الضغط على المنطقة في العديد من الملفات ومنها تحريك ايران نحو اتفاق جديد ولو بنفس بنود وضوابط الاتفاق الاول لتحقيق نصر إعلامي لترامب ينفعه في الدعاية الانتخابية .
واخيرا فان احتمال المواجهة الامريكية مع ايران يمنعه كثير من العوامل .
أولها القوة العسكرية لإيران وعدم معرفة إلى أين وصلت في هذا المجال.
وثانيها البرنامج الانتخابي لترامب الذي يدعم الجانب الاقتصادي ويتجنب الدوخول في الحروب .
ولهذا فانه من المستبعد ان يقدم ترامب على المواجهة مع ايران .
وثالثها فالحرب تعني الدمار والنزوح واللاجئين وهذا الامر لا يمكن ان تقبله أروبا باي شكل .
ورابعها ان الحرب في هذه المنطقة تعني توقف الملاحة النفطية لأشهر وربما لسنوات وهذا الامر لايمكن يتحمله العالم والمنطقة .
وخامسها ان هذه حرب قد تتحوونترل الى كارثة يصعب حصرها في منطقة الخليج .
فإيران ان هوجمت ، لن تبقي احد من اعدائها ومن تامر عليها دون ان تنتقم منه .
وفي المقدمة منهم اسرائيل .
وسادسها ان يران ان هوجمت سوف تقوم بضرب جميع القواعد الأمريكية والدول التي تتواجد بها من دول المنطقة
وبهذا ستكون حرب كبيرة وشاملة .
وسابعها ان المواجهة لن تكون سهلة .
ولن تستطيع امريكا تكوين التحالف الذي عملته للإطاحة بنظام صدام حسين .
فالعالم منذو ذلك الحين قد تغير .
وثامنها ان الإدارة الامريكية تعلم جيدا انها لن تخرج رابحة من هذه الحرب .
وربما تؤدي الى خسارة موقعها كأقوى دولة في العالم حتى لو ربحت المواجهة وأسقطت النظام الإيراني
لكن ثمن ذلك سيكون باهضا جدا عليها وعلى حلفاءها .
كل هذه العوامل تقف حائلا دون وقوع الحرب .
وربما تكون الحوادث التي حصلت في الفجيرة وبحر عمان وكذالك حادثة إسقاط الطائرة الأمريكية فوق مضيق هرمز .
هي من تفتح عيون دول المنطقة والعالم لفداحة ما يمكن ان يحصل ان وقعت الحرب بين ايران والولايات المتحدة واعوانها .____________
(مجلة العصر في السياسة الدولية):
* أول مجلة افتراضية سياسية على الويتساب،
* تصدر من مركز العصر للدراسات الاستراتيجية،
* كتابها جمع كبير من المفكرين والمحللين العرب،
* تستقبل المقالات والتحليلات السياسية المستقلة،
* الآراء المطروحة لا تمثل رأي المجلة بالضرورة،
* للاشتراك في الويتساب اضغط على الرابط التالي👇:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق