ماذا تعني تركيا للغرب ؟ /فيصل الجعفري - يمن سام Yemen Sam

أعلان الهيدر

الثلاثاء، أغسطس 27، 2019

الرئيسية ماذا تعني تركيا للغرب ؟ /فيصل الجعفري

ماذا تعني تركيا للغرب ؟ /فيصل الجعفري

في خطاب اردوغان في الذكرى الثالثة للإفشال الانقلاب العسكري قال ان تسليم بطاريات اس ٤٠٠ الروسية سيستمر حتى شهر ابريل من العام القادم . 
 فماذا الذي يعنيه ذلك  ؟ 

فكما نتابع الأخبار اليومية فقد وصلت اول شحنة في هذه الصفقة في ١٢من هذا الشهر وفي يوم الجمعة الماضي . 

حيث وصلت ذلك اليوم اربع طائرات شحن عملاقة إلى قاعدة مرتد العسكرية في العاصمة التركية انقرة . 
والطائرات مستمرة بالقدوم بمعدل تقريبا ٣ طائرات شحن يوميا . 
وإلى هذه اللحظة التي اكتب بها المقال فقد وصل عدد الطائرات الواصلة إلى تركيا المحملة بأجزاء هذه المنظومة ١٧ طائرة  . 

بالإضافة إلى الإعلان عن نقل ١٢٠ صاروخ  من هذه المنظومة عن طريق البحر . 

بحسب اطلاعي على مجريات هذه الصفقة فان الجانب التركي قد جهز مرابظ هذه الصوراريخ منذو وقت مبكر . 

كما ان تركيا قد أرسلت جنود وضباط للتدرب على استعمال وصيانة هذه الصواريخ منذو تسعة اشهر تقريبا . 

فما الحاجة للإعلان عن إرسال دفع جديدة للتدرب على هذه الصواريخ ؟ 
وايضا هل يستغرق نقل اربع بطاريات للصواريخ كل هذه الفترة المعلن عنها من قبل الرئيس اردوغان وهي حوالي ١٠ اشهر ؟ 
مع العلم ان البطارية الواحدة تتكون من ٨ منصات إطلاق ووعدد مماثل من عربات الإسناد وعربة رادار وملحقات أخرى بسيطة . 

فلو فرضنا ان كل بطارية تحتاج إلى ٤ طائرات لنقلها فهذا يعني انه بالطائرات التي تم استقبالها إلى اليوم قد اكتملت عملية النقل للمنضومة .

فما الذي تبقى لنقله لتستمر عملية النقل إلى إلى شهر ابريل ٢٠٢٠ م ؟ 
الواقع ومن خلال متابعاتي شخصيا ومن خلال الاطلاع على بعض المصادر الصحفية ان المسألة اكبر من مجرد صفقة لصواريخ اس ٤٠٠ . 

فروسيا بقيادة فلاديمير بوتن تطمح لأخذ موقعها المناسب في سوق الصناعة العسكرية وهي تعاني  من محاولات الغرب تهميشها وحصارها وإقفال الأبواب عليها  . 
بالضغط على الدول التي تتعامل معها . 
وبحسب بعض المحللين فقد غامر بوتن بالموافقة على بيع هذه النوعية من الصواريخ المتطورة جدا لتركيا وهي اخر ما وصلت اليه التكنلوجيا الروسية في مجال الدفاع الجوي في هذا المجال . 
وهذا النوعية من الصواريخ قد بدا استخدامها في الجيش الروسي منذوا ٢٠٠٧ وكانت بديلا لاس ٣٠٠ التي ايضا تعد من أفضل أنظمة الدفاعات الجوية الى اليوم . 
وقد  تم بيع نسخ منها لايران وكذلك تم توريد بطاريات منها لسوريا واليونان لكن النسخة الموردة  الى سوريا لم يتم تفعيلها إلى اليوم . 
استجابة لضغوطات اسرئيلية على الجانب الروسي وبالعودة للحديث عن الاس ٤٠٠ بحسب المصادر فانه لم يتم توريدها حتى اليوم سوى للصين والتي يقال انها اشترت خمس او ست بطاريات منها لكن لم يتم الحديث ان ذلك كان مع توطين التكنلوجيا او لا . 
لكن الواضح والمعلن ان العقد التركي مع روسيا لم يسبق توقيعه مع اي دولة في العالم وهو يتضمن نقل التكنلوجيا وتصنيع بطاريتين من الصفقة داخل تركيا وهذا ما يفسر قول مصادر تركية انه سيكتمل نشر المنضومة بحلول اكتوبر المقبل اي بعد أربعة اشهر من اليوم وهذا بحد ذاته هو تفسير للشق الثاني من الصفقة الذي يتضمن التصنيع المشترك لهذه الصواريخ ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو ماذا يعني ذلك ؟ واين سيتم هذا التصنيع هل سيتم في روسيا او في تركيا ؟ 
معلوم ان ذلك لو تم في روسيا فان ذلك لن يأخذ وقتا طويلا لان المصنع موجود في روسيا والعملية مجرد إرسال لمتخصصين اتراك للوقوف على خطوط التصنيع والتعلم كيف تتم هذه العملية . 
لكن الذي يأخذ وقت اكبر هو ان يحصل العكس وهو ان يتم التصنيع في تركيا وهذا معناه اولا نقل المصنع وعمل البنية التحتية اللزمة لصناعته في تركيا وهذا هو ما قد يأخذ الكثير من الوقت والجهد والعديد من التعاقدات . 
الواقع امريكا والغرب عموما في حالة استنفار لما يحصل فتركيا ليس على ما يعتقده البعض مجرد دولة حديثة النمو او مجرد دولة عضوة في حلف الناتو . 
اولا يجب ان نعرف جميعا ان تركيا وحت في زمن الدولة العثمانية ومنذ القرن ١٧ كانت بمثابة رمانة ميزان بين أوروبا والإمبراطورية الروسية وكانت دائما هي حائط الصد بين أوروبا وروسيا واستم الحال هكذا حتى انهارت الدولة العثمانية وحتى في لحضات الضعف للدولة العثمانية كانت أوروبا تكره هيمنة هذه الدولة ولكنها كانت بالنسبة لها هي الحامي من التمدد الروسي والشرقي فكانت الدولة العثمانية إذا تعرضت لهزات كبيرة تسارع دول أوروبا الى التحالف معها لانقاذها وهذا حصل مرات كثيرة في صراعات الدولة العثمانية مع روسيا وحتى مع مصر أيام محمد علي باشا وهو والي عثماني من ال عثمان انفصل بحكم مصر وتمرد على ابن عمه الخليفة العثماني وتقدم بقواته حتى وصل الى مشارف إسطنبول عندها تدخلت دول أوروبا تقريبا فرنسا وبريطانيا لنجدة السلطان وردت جيوش مصر . 
واثنا الحرب الباردة طوال ٧٠ عام كانت تركيا هي حاجز الصد أمام الاتحاد السوفييتي . 
في تركيا الغرب يتامر على اردوغان بسبب اتجاهه الإسلامي لكنهم لا يستغنون عن تركيا ككيان ودولة قوية لذلك عندما اقدمت امريكا على توقيع بعض العقوبات عليها
هبت الدول الأوروبية مجتمعة للوقوف معها ضد الإجراءات الأمريكية وفي المقدمة منها ألمانيا وفرنسا وحتى بريطانيا على الرغم من كرههم لأردوغان . 
في وفي برنامج حواري كما هي العادة في قناة العربية كان يجري الحديث ببهجة من قبل المذيع وضيف منتقى من ضيوف القناة وهم مستبشرون بإعلان وزارة الدفاع الأمريكية عن تعليق مشاركة تركيا في برنامج صناعة الطائرة الأمريكية أف ٣٥ وكان يتكلم الضيف بشماته ان اردوغان هو سبب هذه المشكلة بين امريكا وتركيا وعرج على اسباب شماتته بالقول ان اردوغان يريد اسلمة تركيا وانه يريد اعادة امجاد


الدولة العثمانية . 
وكان في الجانب الآخر محاور تركي تأتي به القناة لاضفاء بعض المصداقية على ما تقدمه من برامج تسب وتلعن بها تركيا ليل نهار 
حتى عند استضافة المتداخلين من تركيا تقوم هذه القنوات باختيار أشخاص معينين وغلبهم من المعارضة التركية وطبعا تركيا بلد ديمقراطي ويوجد بها حرية رأي وياتي البعض ليتكلم عن اردوغان ويصفه بما تحب هذه القنوات ان تسمعه عنه وهذا يكون لسببين اولا ان هذه القنوات تدفع مبلغ محترم المتداخلين في الأخبار وإذا أردت ان يستمر اتصالهم بك فلابد ان تجاملهم بكلمة او اثنتين عن اردوغان . 
فإذا حصل العكس ولم تعمل ذلك تتم مقاطعتك ولا يتم الاتصال بك الا للضرورة احيانا مع كثرة القنوات تتعثر القنوات في الحصول على الشخص ألدي تريده بسبب ارتباطه مع قناة أخرى او انشغاله باي سى اخر . 
هذه الجزئية رغم انها لا تدخل في صلب الموضوع الذي نتكلم عنه لكنها مهمة جدا لفهم السياسة الإعلامية في القنوات الموجهة التي لا تملك حرية التعبير ان رأيها ولاتملك حرية اختيار الاراء وأصحاب الاراء التي تضهر بها . 
بالعودة لموضوع حوار قناة العربية في فترة التاسعة للأخبار وهي فترة رئيسية كان الطرف التركي محلل سياسي ليس من النوع الذي يجامل من المال المدفوع من القنوات واسمه مصطفى اتجان وكان قد استمع الى المتداخل اللبناني وهو يتكلم عن نوايا اردوغان بإعادة الدولة العثمانية . 
عندما جاء الدور عليه قال لو كان اردوغان فعلا يريد استعادة امجاد وأراضي الدولة العثمانية لكان الغرب قد دعمه بكل ما يريد لان ذلك في صالح الغرب والسبب ان ذلك سيخلق الفزع لدى دول المنطقة وسيدفعها لشراء المزيد والمزيد من الأسلحة وهذا في مصلحة الغرب .
ودعى بأسلوبه المتشنج المعروف الدول العربية الى ان تصحو من الغفلة . 
وأضاف حتى موضوع ايران ايضا هو يصب في نفس الاتجاه انهم يستخدمون الورقة الإيرانية لإخافت الدول الخليجية ودفعها للمزيد من الشراء لصفقات السلاح  . 
وهم في الأخير من مصلحتهم ان يبقى الحال كما هو وهذه هي الحقيقة . 

وهنا لابد ان نفهم ان هذا لا يعني ان الغرب يحب ايران  . 
على العكس هو يعلم ان ضرب ايران لا يخدم سياسة فرق تسد التي ينتهجها الغرب في التعامل مع المنطقة لان نتيجة ضرب ايران هو ان يتراجع المد الشيعي في المنطقة وتصبح المنطقة في غالبها يسيطر عليها المذهب السني . 
وبذلك تفشل السياسة الطائفية التي تسعى دول الغرب لتكريسها في المنطقة . 

لكنها اولا وأخيرا تنضر إلينا جميعا  في المنطقة كأعداء محتملين مستقبلا وهذه حقيقة بشر بها النبي صلى الله عليه وسلم . 
وهذه النضرة لا تفرق بين شيعي وسني هم هدفهم التصادم بين المذهبين . 

لذلك عملوا المستحيل في العراق كما تحدثنا في مقالات سابقة واشرنا الى اسباب إعدام صدام في صبيحة عيد الاضحى . 
وبالعودة لموضوع تسليم  الصواريخ اس ٤٠٠ لتركيا وأرجو المعذرة لاسترسالي في المواضيع والتوسع في الخوض ببعض التفاصيل الفرعية ولكني اجدها ضرورية ولا تنفصل عن ما نتحدث عنه ولن تتكامل الصورة دون التطرق اليها . 

قلنا أروبا وأمريكا مستنفرين بسبب ما يحصل
من تقارب بين الرئيس الروسي بوتن والرئيس التركي الطيب اردوغان وتحدثنا عن الخلفية التاريخية للعلاقات بين الأطراف المختلفة روسيا وتركيا وأوروبا والتي امريكا جزء من نسيجها الاجتماعي وان بعدت المسافة بينهم . 
الغرب لا ينضر الى المسألة على انها مجرد صفقة صواريخ  . 
مع انه مهتم بهذه الصفقة بشكل خاص . خاصة في ضل التوتر الذي تشهده منطقة شرق المتوسط بين تركيا واليونان بسبب الغاز القبرصي وهذا التوتر للأسف تشترك به مصر الى جانب اسرائيل بوقوفها الى جانب القبارصة اليونانيين على حساب القبارصة الأتراك . 
حيث قامت مصر بتوقيع اتفاقية ترسيم للحدود بينها وبين اليونان وإسرائيل وقبرص التركية وتجاهلت حقوق القبارصة الأتراك الذين بتقاسمون جزيرة قبرص مع القبارصة اليونانيين  المدعومين من اليونان و بعض دول أوروبا مثل فرنسا بشكل خاص ومعها بريطانيا ودول أوروبية أخرى . بالإضافة لمصر وإسرائيل . 
ويرافق ذلك تغطية إعلامية غير مسبوقة من قبل قنوات الامارات والسعودية ومصر توحي بان ليس هناك اي حق للقبارصة المسلمين الأتراك . 
بالمناسبة قبرص جزيرة في البحر المتوسط ويوجد بها مجموعتين عرقيتين الأولى قبارصة من اصل يوناني وينتمون للديانة المسيحية ويسكنون في الجزء الجنوبي من الجزيرة والقسم الآخر قبارصة من اصل تركي ويسكنون في شمال الجزيرة . 
وكان الحكم في الجزيرة يقوم على أساس تقسيم الحكومة بين الطرفين في الجزيرة . 
 ولكن في الستينات حصل انقلاب عسكري في اليونان وتم فيه دعم القبارصة اليونانيين في الجزيرة للاستاثار بالحكم وتجاهل القبارصة الأتراك وتمت عمليات تطهير عرقي للقبارصة المسلمين الأتراك وتم تهجيرهم وقتلهم في قراهم ومدنهم بهدف طردهم من الجزيرة لتكون لهم وحدهم . 
وهذا ادى الى قيام حرب أهلية ومواجهات دامية في الجزيرة وكان القبارصة اليونانيين مدعومين من سلطات الانقلاب العسكري في اليونان . 
ونتيجة للضلم والاضطهاد الذي تعرض له القبارصة المسلمين اضطرت تركيا في العام ١٩٧٤ لغزو الجزيرة لنجدة القبارصة الأتراك  .  وقامت بتقسيم الجزيرة الى قسمين وتشكلت منذو ذلك الحين جمهوريتين فيها هي جمهورية للقبارصة اليونانيين ويمثلون حوالي ستين في المئة من سكان وأراضي الجزيرة وهي جمهورية معترف بها دوليا وتم ضمها للاتحاد الأوروبي  
وجمهورية شمال قبرص وهي تشكل تقريبا واربعين في المئة من سكان الجزيرة وأرضها  وهذه الجمهورية لم تعترف بها سوى تركيا منذو ١٩٧٤ ولازالت تركيا تحتفظ ب ٤٠ الف جندي لحماية الجزيرة الى اليوم . 
وهذه الجمهورية لم تعترف بها أروبا ولم يتم ضمها للاتحاد الأوروبي . 
وللأسف حتى الدول العربية والإسلامية لا تعترف بها . 
وهذا الصراع الذي يدور بين تركيا واليونان هو بسبب محاولة قيام القبارصة اليونانيين بعمليات حفر للتنقيب عن النفط والغاز في المياة الإقليمية للجزيرة
متجاهلين الاعتراضات من قبل القبارصة الأتراك . 
ما استدعى  تدخل تركيا ومنع هذه الشركات التي كانت تحاول القيام بالتنقيب في المياه القبرصية التركية . 
ولهذا تتوتر أروبا من التقارب التركي الروسي والصفقة المعلنة لهذه الصواريخ التي لا تمتلكها أوروبا واليونان التي تمتلك فقط اس ٣٠٠ 

وما هذه الحملة عن عدم ملائمة هذه الصواريخ لاتظمة الحلف الأطلسي . 

والحديث عن تهديدها لأمن واسرار الطائرة أف ٣٥ الا حملة مغرضة كان الهدف منها دفع تركيا للتراجع عن هذه الصفقة المهمة التي تقلب التوازن الاستراتيجي في المنطقة لصالح تركيا . 
صحيح ان تركيا ثاني أقوى جيش في الحلف الأطلسي لكن هذا الحلف وعلى الرغم من اعتماده على تركيا في حمايته لكنه يتعامل معها بسوء نية حتى قبل صعود اردوغان وحزبه للحكم .


فقد ضلت امريكا تماطل في تزويد تركيا بانظمة باتريوت طوال الثلاثين سنة الماضية ورغم انها كانت توفر هذه الحماية لتركيا  . 
ولازالت توفرها الى اليوم . 
لكن ذلك مشروط بان لا تكون هذه الدفاعات بايدي الجيش التركي . بل يتم توفير هذه الحماية عن طريق بطاريات باتريوت تتبع دول أخرى في الحلف مثل ألمانيا وإيطاليا وإسبانيا . 
وحتى الطائرات بدون طيار ضلت تركيا تطالب الولايات المتحدة بتزويدها بهذه الطائرات لسنوات لكن امريكا كانت ترفض ذلك وكانت تؤجر لتركيا خدمات طائراتها بدون طيار دون ان تعطي لتركيا حق التشغيل والتحكم بها . 
وكان ذلك ايضا قبل ان يأتي اردوغان للحكم . 
وقيل ان امريكا في زمن المواجهة مع حزب العمال كانت هي من تأخذ الصور وترسلها للجيش التركي لتحديد بعض المواقع والأهداف . 
وكانت ترفض إعطاء الطائرات لتركيا بحجة ان ذلك ربما يعرض امن اسرائيل للخطر . 
وهذا الأمر اضطر تركيا في أيام تحكم وعمالة العسكر لطلب الطائرات من اسرائيل نفسها
بحسب المصادر ضلت اسرائيل تماطل الجيش التركي اكثر من عشر سنوات . 
وكانت حينها تكنلوجيا الطائرات المسيرة حديثة . 
وبعد عشرسنوات سلمت تركيا يمكن ست اوثمان طائرات وعندما قام الجيش التركي بتشغيلها اكتشف ان الكاميرا بهذه الطائرات بها خلل وان الصور لاتضهر فيها بشكل جيد . 

وكذلك ساورت المتخصصين شكوك ان تلك الطائرات كانت ترسل صور واحداثيات المواقع التي تقوم بتصويرها الى اسرائيل ما اظطر الجيش التركي لإعادتها الى اسرائيل بغية إصلاحها . 
 وهذا الأمر بحسب المصادر أخذ سنوات الى حين إعادتها . 

حينها كان الجيش التركي قد تحركت به بعض مشاعر الوطنية نتيجة ما تعرض له من هوان من تعامل الأمريكيين والاسرائيليين .
 فكان قد بدا برنامج محلي لصنع وتطوير طائرة بدون طيار محلية الصنع . 
وفي نفس هذه الفترة تقدم طالب في الهندسة الإلكترونية من عائلة تركية تسمى بيرقدار هذا الطالب تمكن من صناعة نموذج لطائرة تركية بدون طيار وتقدم بهذا النموذج للجهات المختصة بالجيش التركي . 

ولكن مشروعه قوبل من الجهات المتحكمة بالجيش والعميلة للغرب بفتور وعدم اهتمام رغم حاجتهم لما قام به . 
والسبب في ذلك عجيب وغريب . 
ويضهر درجة المأساة والهوان عندما يتحكم بك وببلادك العملاء المنخلعين عن دينهم وقيمهم . 
اتدرون ما هو سبب رفض مشروع ذاك الشاب الطموح ؟ 

بحسب مصادر اطلعت على ذلك قيل ان تلك القيادات بررت  الرفض ان صاحب المشروع ينتمي لعائلة متدينة وهي عائلة بيرقدار . 
حينها كانت الترقيات والمناصب الكبيرة والصغيرة
في الجيش التركي لا تعطى إلاللأشخاص الذين يبدون ازدراءاً بالدين الإسلامي ويحتقرون شعائره من صلاة وصيام وغير ذلك . 
شوفوا حجم المأساة والى اي مدى كانت قد وصلت الأمور عند العلمانيين . 

بعدها وفي عهد اردوغان تمت الموافقة على مشروع هذا المهندس والذي اصبح احد أزواج بنات الرئيس رجب طيب اردوغان . 
وتم إنشاء مصنع للطائرات المسيرة باسم هذه العائلة  . وتم ايضا تسمية الطائرة المسيرة التركية باسم بيرقدار . 

وللعلم ان اكبر مستورد للطائرات التركية بيرقدار في العالم اليوم هي الولايات المتحدة الأمريكية  . فقد تفوقت الطائرات التركية في هذا المجال على الأمريكية منها . 
واليوم وفي ضل إنباء تؤيدها معطيات الواقع من المؤكد ان تركيا وروسيا قد اتفقوا على ما يتجاوز الاس ٤٠٠ بكثير . 
 فروسيا تعاني أزمة في ايجاد الأسواق لصادراتها . 
وتركيا في هذا المجال مجال التصدير العسكري تصعد بقوة ولديها بنية تحتية كبيرة بحسب شهادة الرئيس الروسي . 
وهذا الأمر يؤهلها لتكون شريك استراتيجي لروسيا في الكثير من الصناعات والمشاريع الطموحة للجيش الروسي . الذي يحتاج لشريك طموح وقادر على احداث نقلة في التطور الصناعي العسكري الروسي . 

ما رشح من اخبار انه سيتم إنشاء مصنع لإنتاج اس ٤٠٠ وهذا حسب الاتفاق المبرم بين الطرفين . 
وايضا بحسب بعض المصادر سيتم إنشاء مصنع اخر لإنتاج مشترك لاس ٥٠٠  . 
وبحسب تصريحات سابقة لأردوغان قال انه يتم التفاهم مع روسيا لإنتاج اس ٥٠٠ و اس ٦٠٠ وحتى اس ٧٠٠ وجميعها مشاريع مستقبلية الجاهز للتصنيع منها حاليا هو اس ٥٠٠ . 
كذلك رشحت اخبار انه تم الاتفاق على إنشاء مصنع للطائرات الروسية سو ٣٥ 
المتطورة وهي تشابه آلاف ٣٥ 
الأمريكية ان لم تتفوق عليها . 

وربما يكون ما خفي اعضم من ذلك بكثير . 
وهذا يفسر التصريحات الأمريكية اللينة تجاه تركيا بخصوص صفقة اس ٤٠٠ . 
وكذلك التبرير الهادى للأسباب التي دفعت الإدارة الأمريكية لتعليق مشاركة تركيا في صناعة طائرة أف ٣٥ . 
وطبعا هذه التبريرات تنفيها تركيا جملة وتفصيلا . 

تترد أنباء متواترة عن الرئيس الروسي انه صرح لبعض المقربين بالقول ان صفقة اس ٤٠٠ هي بمثابة اختبار لمتانة العلاقة بينه وبين اردوغان وبين البلدين والجيشين بشكل عام . 

وقال ان نجاح هذه الصفقة وتصميم اردوغان على إتمامها وتجاوزه لكل الضغوطات . 
 يثبت انه شريك جدير بالثقة .

وهذا سيفتح أمام علاقات البلدين آفاق واسعةفي مختلف المجالات . 
قد يقول البعض ان روسيا دولة نووية وثاني قوة عالمية في العالم  . 
وتركيا دولة متواضعة أمام روسيا  . 
فلماذا تقوم بفتح كل هذه الآفاق أما تركيا ؟  . 

أقول نعم روسيا دولة عضمى ولكنها أصبحت بدون جناح . خاصة بعد تفكك حلف وارسو . وبقاء حلف النيتو في مواجهتها لوحدها . 
لذلك فهي  محتاجة لتركيا اولا باعتبارها دولة توازن عالمي في منطقتها . 
 وايضا تركيا تعتبر ثاني قوة في حلف النيتو وهي على حدودروسيا ونفاذ روسيا من خلال تركيا يفتح لها آفاق واسعة في العالم . 
وقد تكون علاقتها معها المفتاح في تفكك حلف النيتو  . وبالتالي تامن روسيا من تهديد هذا الحلف . 
وايضا تركيا تملك امكانات هائلة في الاقتصاد والجغرافيا والمكانة السياسية بين الشرق والغرب . 
كذلك تركيا هي دائما حاجز الصد أمام روسيا وتركيا من الناحية العسكرية تملك كل ما تمتلكه دول النيتو من تكنلوجيا في المجال الدفاعي . 
وفيها ٢٦  قاده عسكرية للنيتو . وبها كما هو معلن ٩٠ قنبلة وصاروخ نووي . 
٤٠ منها بيد الجيش التركي و ٥٠ قنبلة وصاروخ موزعة بين قاعدة انجرلك والقواعد الأخرى . 
وما كان تردد امريكا من تزويد تركيا بالدفاعات الجوية المتطورة الا تخوف من تركيا وجعلها تشعر بحاجتها لأمريكا والغرب لمساعدتها في حماية نفسها . 
وطبعا لا يتبادر الى اذهان فارى المقال ان تركيا لا تملك ما تدافع به عن أجواءها وطبعا هذا غير صحيح تركيا لديها صناعاتها المحلية في ا لدفاع 
الجوي ولديها طائرات آلاف ١٦ الاعتراضية وهي قادرة على حماية أجواءها بنفسها لكن تقنية اس ٤٠٠ تضيف قيمة نوعية كبيرة لما تملكه في هذا المجال .
____________
(مجلة العصر في السياسة الدولية):
*  أول مجلة افتراضية سياسية على الويتساب،
* تصدر من مركز العصر للدراسات الاستراتيجية،
* كتابها جمع كبير من المفكرين والمحللين العرب،
* تستقبل المقالات والتحليلات السياسية المستقلة، 
* الآراء المطروحة لا تمثل رأي المجلة بالضرورة، 
* للاشتراك في الويتساب اضغط على الرابط التالي👇:

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.