احتجاز ايران ناقلة نفط بريطانية بعد احتجاز ناقلة لها، يأتي قبل ٣ أيام من وصول بوريس جونسون المتشدد والقريب من ترامب الى رئاسة الحكومة البريطانية، ما يعني أن طهران تقول انها مستعد للحرب، أو للتفاوض من مبدأ الند للند.
من يراقب الاستعدادات العسكرية الاميركية باتجاه الخليج والترحيب السعودي بها، والاحراج البريطاني من خطوة ايران والتهييج الاسرائيلي، يعتقد بأن احتمال الصدام كبُر جدا هذه الأيام، فلندن لا تستطيع تحمّل هكذا رد ايراني، وعدم الرد يعطي مؤشرا الى كل خصوم ايران بأن الحرب معها مستحيلة....
لو فرضنا أن الحرب البرية شبه مستحيلة نظرا لتكاليفها الهائلة، فان الرد قد يكون موضعيا ضد مصالح ايرانية، وايرن سترد، لو حصل هذا فهو يعني أننا مقبلون على أزمة كبيرة على معابر النفط والتجارة وخصوصا مضيق هرمز، وارتفاع اسعار نفط كبير، وهبوط بورصات عالمية، وتدهور اقتصادي يهدد عودة ترامب الى الرئاسة ويضرب الاسواق العالمية....
السؤال المفصلي الآن : ماذا بعد الصدام؟
أولا : هل تتدحرج الأمور الى الحرب؟ هذا وارد خصوصا اذا ما نجحت الرؤوس الحامية في أميركا والخطط الاسرائيلية في الدفع بهذا الاتجاه. فكلام اميركا الذي نفته ايران عن اسقاط طائرة ايرانية مسيّرة ليس أمرا عابرا.
ثانيا: هل تنجح وساطات دولية في تبريد الجبهة والافراج عن الناقلتين البريطانية والايرانية؟ هذا هو الحل الأسلم والمأمول اذا ما كانت الاطراف غير راغبة فعلا بالحرب. لكن الافراج عن الناقلتين لا يلغي المشكلة، ذلك ان ايران لا تستطيع تحمل آثار العقوبات والحصار الاقتصادي الخانق. وخطوتها ضد ايران هو رسالة تحذير أيضا لاوروبا بعد الوساطة الفرنسية.
ثالثا : هل ثمة رغبة غربية بوضع اليد على المعابر والذهاب في التصعيد الى أقصاه بغية نشر قوات حماية للمعابر؟ هذا هو المقصود للمستقبل لكنه صعب التطبيق في ظل قوة ايران وتحالفها الاستراتيجي مع دول كبيرة مثل روسيا والصين.
لا شك أن كل هذه الاحتمالات قائمة، وان الخطر وصل الى الخط الأحمر... لذلك فان مقايضة الافراج عن الناقلة الايرانية مقابلة الافراج عن البريطانية هو الحل الأسلم والأنجع حاليا.
___________
(مجلة العصر في السياسة الدولية):
* أول مجلة افتراضية سياسية على الويتساب،
* تصدر من مركز العصر للدراسات الاستراتيجية،
* كتابها جمع كبير من المفكرين والمحللين العرب،
* تستقبل المقالات والتحليلات السياسية المستقلة،
* الآراء المطروحة لا تمثل رأي المجلة بالضرورة،
* للاشتراك في الويتساب اضغط على الرابط التالي👇:
* للاشتراك في التلجرام اضغط على الرابط التالي👇:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق