الأرض فرشي والسماء لحافي - يمن سام Yemen Sam

أعلان الهيدر

الجمعة، يوليو 20، 2018

الرئيسية الأرض فرشي والسماء لحافي

الأرض فرشي والسماء لحافي

الأرض فرشي والسماء لحافي
ونجومهنّ قصائدٌ وقوافي

مرّ الزمان على شبابي مسرعا
جدا ويمشي اليوم مشي الحافي

عمرٌ تمنيت الوقوف به وما
في العمر للإنسان من إيقاف

فما نظمت قصيدة إلا بها
أبكي الشباب كما بكوا أسلافي

مثلي ومثل غضارتي وشبابي
ظمآن أمُّل في سراب فيافي

ومثلما قد غر غيري غرني
ما غر صيدا لقمةُ الخطافِ

تأسى على فقد الشباب نفوسُنا
وتصب دمعا كالدم الرعّاف

لولا تأسينا بأطفالٍ لنا
ترنو إلينا في عيون نظاف

وكأنني أنظر في أرواحهم
بعيونهم يخطرن كالأطياف

كم من أمور في الحياة وقلما
يجد اللبيب لها الجواب الشافي

قد نظلم الأشياء في أحكامنا
ونجور فيها والصواب الخافي

وترى العليل بنفسه من أمرها
غير الذي في نفسه المتعافي

ما بالها الدنيا تجور كأنما
فمُها يعاف حلاوة الإنصاف

تغرينا في آمالها فنجيبها
ونظل في سعيٍ لها وطواف
ِ
قوما تعكِّر دأبة أحوالهم
وتدوم لاقوام بحالٍ صافي

وما عليها لو تجود لأهلها
من غير تقتير ولا إسراف

لاحبذا مالٌ تكدسه يدٌ
دهرا وأخرى في سنين عجاف

وحبذا غيمٌ كريم غيثه
يسقي جميع الأرض بعد جفاف

قد ألقى في نفسي ببذلي درهما
ما ليس يلقى ممسك الآلاف

إن السعادة لا تحف أنانيا
يرمي قرابته بسم زعاف

بل باذلاً من خير ماله مطعماً
في بطن من هم كالغصون نحاف

ولكم أرى نفسي تساقط أنفساً
ويخونني دمعي لكل ضعاف

حُبُّ المساكين الذين نفوسهم
كادت تضيع بزحمة الأشراف

ولكثرما تلقى ثرياً يُسألُ
وترى على فمه جواباً نافي

إن لم أجد شيئا لأسليهم به
فتألمي لهمُ أقلُّ الكافي

فانفق ولا تبخل فكم من لقمة
ردت عن اعناق يدَ السياف

واعطف على الاضعاف وازرع بسمة
بشفاههم تحظى بخير صحاف

عل الظهور تخف في يوم وكم
من مثقلات يومها وخفافِ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.