تعز هي المحافظة الأكبر في اليمن، وهي الجهة التي خرجت منها الأحزاب والحركات الوطنية، ثم الثورة والمقاومة..
تعرضت في السنوات الثلاث الماضية لحرب إبادة وحصار قاتل.
وهي الآن تحاول استعادة عافيتها.
من أراد أن يمد يده إليها فليدعم مؤسساتها: الجيش،والشرطة،والقضاء والتعليم والسلطة المحلية..
أو اتركوها..
فكما كانت غنية عنكم وهي تستقبل آلاف القذائف على مدار الساعة، فهي غنية اليوم، وستصبح في الغد أكثر غنى واستقلالاً.
لا مكان للحزام الأمني في تعز، لن يرى النور، ولا توجد قوة قادرة على فرض اي فعل أو نظام في تعز لا يستقيم مع قيم ثورة 11 فبراير ومبادئها التأسيسية.
ليس الآن وقد تجاوز الجرحى والشهداء الأربعين ألف.
قاتلت داعش نظام الأسد الطائفي المتوحش. قاتلته ببسالة وطردت جيشه من عشرات المدن. لكن ذلك النضال لم يخف حقيقتها: فهي داعش الوحشية، داعش البربرية، وداعش التي ليست جزءاً من هذا العالم، ولا مكان لها فيه.
يسري الأمر على أبو العباس في تعز. وقف ابو العباس مع صالح ضد ثورة فبراير، ولا أزال أتذكر خطب شيخه الحجوري وهو يحرض على المعتصمين، ويمد صالح بالفتاوى، ويصف المعتصمات ب"بائعات عرضهن".
في تلك الأيام كان أبو العباس يستمع لشيخه، وربما ألقى دروساً ضد الثورة قبل أن يطرده الحوثيون من تلك البلاد.
حاول التحالف العربي استبدال ميليشيا الحوثي الزيدية الراديكالية بميليشيا وهابية. في سوريا عملت دول الخليج على دعم جبهة النصرة ثم جيش الفتح. وهناك وثيقة شهيرة على شكل تقرير قدم لوزير الداخلية السعودي. تتحدث الوثيقة عن اكثر من الف سجين.
محكوم بالإعدام في سجون المملكة. السجناء من دول عربية عديدة، جهزتهم السعودية وأرسلتهم إلى سوريا ووضعت اسرهم تحت الرقابة في المملكة. ما فعلته دول الخليج في سوريا يصعب نسيانه.
تفكر تلك الدول بإنتاج الصورة نفسها في اليمن. ثلاث سنوات على تحرير عدن ولا تزال المدينة غارقة في القتل والجوع ومعزولة عن العالم. وهي تريد نقل فوضى عدن إلى تعز.
لن يحدث ذلك، ولا توجد قوة قادرة على تمرير ما تريده في تعز، سوى ما يستقيم مع ثورة 11 فبراير، ومبادئها التاسيسية. ولا يمكن ابتزاز تعز بشيء بعد أن تعرضت لأسوأ أنواع الابتزاز وتجاوزتها كلها. أما هادي فبمقدوركم طرده الليلة من فنادقكم، في ستين داهية، ومع اللي كرعه زومه.
مفيش حزام امني في تعز، وابو العباس إرهابي.. طال عمرك.
منقول
مروان الغفوري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق