إذا كان اديسون قد فشل في الآف التجارب ولم ييأس على الرغم من وازعه الديني الذي لا محفزات فيه للتفاؤل فما بالك بالإنسان المسلم الذي يسكن الإيمان في جوانحه ويدفعه إلى عدم اليأس ويحثه على البحث والتفكر في ملكوت السماوات والأرض فإذا أردت أن تبدع أو تحاول الإبداع الذي لم نصل إلى شيء منه إلى الآن فعليك بالقواعد التالية:-
°يجب أن يكون لديك ثقة بالله تعالى رغم أن هذه القاعدة لا توجد عند الغرب لكنهم أبدعوا واخترعوا الكثير من الأشياء وذلك يعود إلى شيء سنذكره ءآنفاً..
°يجب أن تؤمن أن العلم لم ينته بعد في جميع مجالاته فمن حيث تعتقد أن الشيء قد اكتمل يوجد هناك الكثير والكثير،وأكثر المخترعات لم تأت إلا من باب اليأس، ونقصد باليأس تلك النقطة وذلك الشعور الذي تصل إليه بعد أن بذلت جميع الوسائل في سبيل الشيء..
لماذا لابد أحياناً أن تصل إلى هذه النقطة؟
قد يكون ذلك ثمن هذا الشيء الذي ستبتكره لأن الأفكار الجديدة ليس لها ثمن مادي وليس عليها اشخاص تدفع إلى أيديهم هذا الثمن، وإنما ثمنها السهر والكد والمثابرة والإلحاح على الشيء..ونحن لسنا كالملحدين الذين يعتقدون أن لا إله يطلع وإنما نؤمن بأن الله رقيب على كل شيء وهذا الإيمان لو أخذنا به لبلغنا شأواً عظيما أكثر مما بلغه علماء الإلحاد وغيرهم..
حسناً قلنا أن اليأس يعطينا شعور وقحط في النفس وإنزيم غثيان يخالط الشخص وغير ذلك من المصاحبات لهذا المسمى إذا أخذت هذا كله وخمنته ذلك السواد الذي يكون في لوحة الرسام والذي يكون التهيئة لرسم أعظم لوحة عرفها الوجود أو من ناحية أخرى اِعتبر ذلك كالخيال البعيد الذي كان قبل أن يأتي الجوال أو الشرائح وذواكر الموبايلات التي تحفظ المعلومات وغيرها من الإختراعات التي كانت هذيان قبل مراحل اختراعها..
إذن مرحلة اليأس الذي تصل إليها هي تهيئة لوقت الحدث الذي سيطرأ..لأن الفكرة الجديدة التي ستطرأ هي عظيمة ولو تساهلها الآخرون..فإختراع المصباح غيّر كثيرا وأفاد كثيرا لكن الجاهل سيقول لك بعد وجوده، شيء طبيعي! وهو الذي كان يتهم صاحب الفكرة بالجنون قبل أن يجد هذا الشيء أمامه..
من خلال الإطلاع على سيرة حياة المبدعين والمخترعين اتضح أنهم مرّوا بتجارب مجهدة ولا تقل لي كان لديهم إمكانيات فهم بدأوا بالفكرة والفكرة لا تحتاج منك إلى أي مجهود سوى البحث في الكتب والتدوين والمقارنة وغيرها من الوسائل العقلية..طالما وأنك تقرأ وتكتب سيكون ذلك مؤهلاً لك للإبداع وابتكار أشياء جديدة غير التي نراها..
الكتابة والقراءة والتدوين من وسائل الإبداع إجعل لك مذكرة لتقييد أفكارك وكتاباتك وكل جديد لديك ولو في جوالك او بريدك الإلكتروني..
الآن قد تقول لنفسك ماذا يمكنني أن أخترع أو أبدع؟
والجواب هو: هناك مجالات إبداع في اللغة مثلاً كتابة شعر رسم خط قصص قصيرة روايات نكت ألغاز وغير ذلك من المجالات..
وهناك إبداع في البرمجيات والمواقع الإلكترونية بشكل عام ناهيك عن جزئيات هذه الأشياء مثل لغات هذه البرامج والمواقع والتي تتألف من حروف ووسوم وإشارات تستطيع أن تضيف لها وتبدع شيئاً جديداً أو تتعامل معها ككل وتبدع محتواك الجميل في موقع أو منتدى أو صفحة أو غير ذلك..
وهناك إبداع في مجال الرياضيات والفيزياء والكيمياء والعلوم الطبيعية الأخرى حيث وأن معظم القواعد والنظريات قد تكون خاطئة رغم أننا نعمل بها وبداياتها كانت تأملات وأفكار طرأت على عقل صاحبها حتى وصل إلى تدوينها ووضعها في معادلات وقوانين..
المقال طويل جداً في هذا الجانب ولكن ليكن لديك فكرة أن العالم اليوم اصبح يتعامل بالرموز والإشارات بعد تفشي الإنترنت التي جعلت العالم قرية واحدة.. الآن بدلاً من أنك كنت تحمل مليون دولار في حقيبة دبلوماسية أصبحت تملك ملايين الدولارات في حسابك البنكي دون أن تبذل أي مجهود سوى حساب بنكي وبطاقة بنكية تدير ذلك من أي بلد حول العالم..
من أوصلنا الى هذا التقدم المعرفي بعد الإله سبحانه وتعالى إنها عقول العلماء وبحوثاتهم ومجهوداتهم التي عكفوا عليها ليلاً ونهارا ..
ولكي تكون مبدعاً يجب أن تخلع الأنانية من كاهلك وغيرها من الأخلاق الدميمة التي يغلق العلم أبوابه على صاحبها فالأخلاق لها الأثر الكبير في مجال الإبداع والإبتكار..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق