البعض يتخيل الكرة الأرضية كما ترسمها لنا التلسكوبات ووسائل التصوير التي بلغت شأواً كبير في هذا العصر ولا ننكر هذا ولكن الأمر ليس كذلك..
يجب علينا أن ندرك أن صورة الشيء لا تمثل الشيء نفسه مهما بلغت من الدقة ولا تمثل حجم الشيء خصوصا الأشياء الكبيرة كالأرض والشمس والقمر وغيرها..
وأبعاد هذه المصورات ومسافاتها قصيرة جدا ولا تمثل الصور الحقيقية للأشياء..
والأخذ بأن الإنسان قد طوى الأرض يعتبر نوع من المجاملات العلمية حيث وأن هناك أرض وبلاد كثيرة في علم الله تعالى لم نطلع عليها ولم نصل إليها في حين أن القرآن يخاطبنا بسبع أراضين لا نعلم منهن إلا أرض واحدة وإن كان هناك علماء أحالوا ذلك إلى قشرة الأرض ووطبقاتها وصنفوها حتى قالوا أنها سبع أراضين وذلك كالذي يلملم شيئا لإرضاء شخص كيف كان..
والعلم يستطيع أن يتوهك في مجالاته وتشابكاته خصوصاً علم الكون والفلك لأن لاقدرة للعقل المحدود عن استيعابه وما وصلنا إليه من علم هو نتاج عقول عديدة وليس عقل واحد..
ومن جهة أخرى إسأل نفسك كم الذين يعيشون معك في بيتك الذي تسكن فيه؛يوجد ملائكة عن يمينك وعن شمالك ومن أمامك ومن خلفك ويوجد جن يسكنون معك في البيت الذي تعيش فيه..
وما نحن بصدده هو هل يأجوج ومأجوج أجسام حقيقيون وهل يسكنون في هذه الأرض حقيقة ويشغلون حيزاً منها؟
الجواب: نعم وقد يكون الله سبحانه وتعالى حجبهم عن الأنظار كما حجب الجن والملائكة عن انظار بني آدم هذا إذا أخذنا أن الأرض قد تم تصويرها بالكامل من جميع الجوانب ولم يعد هناك مجال للإنكار..
أيضاً بصر الإنسان محدود جداً وعند موته يرى عالماً آخر لم يكن يراه في حياته من ملائكة وغير ذلك فإذا كان عالم الملائكة يملأ الأرض والبيوت وغيرها من آفاق السماء فوجود يأجوج ومأجوج لا نستبعده في هذه الأرض وصحاريها الواسعة ومساحتها الشاسعة..
هم يوجدون في مكان لم نصل إليه بعد ولن نستطيع وصوله، وهم محجوزون بحاجز عظيم بناه ذو القرنين وسيخرجون منه عندما يأتي زمنهم وميقاتهم الذي وقته الله..
ولأن هناك تعارض بين العلم الديني والعلم الطبيعي كما يدعي البعض أدى ذلك التعارض إلى أن كل طرف يتعصب مع مذهبه ومعتقده فالعلماء الدينيون ينكرون الكثير من العلم الطبيعي والعكس كذلك..
رغم أن كلا العلمين لا ينكر الواحد الآخر ابدا ولو بحثت لوجدت ارتباط عظيم بينهما..
فالله سبحانه وتعالى يقارب ويباعد الزمان والمكان ويقلل ويكثر الأشخاص والموجودات..والله تعالى هو من يطوي الأرض ويقربها متى شاء ذلك وهو من يباعد مسافاتها..
وهناك من طُويَت له المسافات ووصل إلى مكان ما بسرعة انكرها عليه الناس الطبيعيون بقدرة الله، والمسلمون كانوا يرون الكفار قلة رغم كثرة عددهم فنحن نتعامل مع الأرض والكون بحواسنا القاصرة حتى العقل البشري يعتبر قاصراً بجانب قدرات الله ومخلوقاته الأكبر منه..فمثلاً عند سقوط سيارة أو قاطرة عملاقة أو جبل يحدث للعقل شيء من الدوران حتى يمر هذا الحدث على الشخص بسلامة ولا يستطيع العقل مشاهدة أحداث كهذه وهو طبيعي ابدا..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق