حكاية السيف والقلم - يمن سام Yemen Sam

أعلان الهيدر

الاثنين، أغسطس 26، 2019

الرئيسية حكاية السيف والقلم

حكاية السيف والقلم

قال لي أبي يوما
وهو يعلمني
أحرف الهجاء والفاتحة
ومفاتح الحكم

اعلم يا بني
أن الله خلق الدنيا
وخلق لها
السيف والقلم

ولا يضرب السيف
إلا بما يمليه القلم

ومعا يخطان سبل السلام
ويعزفان نشيد الحب
ويبنيان مجدا لا تدانيه قمم

ولما كبرت رأيت عجبا
رأيت السيف يجز رأس القلم

وظل السيف وحيدا
بلا ضمير
ولا يشعر بألم

وصار أحمقا
بيد ظالم
يضرب به وجه الشمس
فيحتجب النهار
والسيف ليس به ندم

واغتال السيف 
  ضوء القمر
ومات الناي فما من نغم

واختطف السيف عند الفجر
الأنفاس
فأصبح الناس رمم

وبلقيس على الأطلال نائحة
وأروى بنت أحمد 
تلطم خدها مع من لطم

وما من محترف يبري سن القلم
ولا من عاقل يذكر السيف
أنه خلق للأمن
لا ليشيع العدم

وما انفكت الأعراب تحتطب
وتبحث عن كلأ وماء
ولا من يستنبت شجرة
نستخرج منها يراعا
ودواة ليس لون مدادها لون دم

والحدادون يتبارون
في حلبة غسيل الأموال
فلا من يصنع مقبضا
ولا من يطرق نصلا
وما من سيف نؤاخيه بقلم

فما نحن يا أبي إلا أقزام
ندعي أننا نملك قطعة قماش
لم تنسجها أيدينا
ونذود عنها بالحمم

وملأنا الدنيا زعيقا
بأن لنا راية
وكلنا نموت فداء العلم..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.