*هل دخل الانتقالي بيت الطاعة ؟* فيصل الجعفري - يمن سام Yemen Sam

أعلان الهيدر

الجمعة، أغسطس 30، 2019

الرئيسية *هل دخل الانتقالي بيت الطاعة ؟* فيصل الجعفري

*هل دخل الانتقالي بيت الطاعة ؟* فيصل الجعفري

بين ليلة وضحاها تنسحب الجحافل الجرارة للجيش الوطني من المواقع التي سيطرت عليها في عدن وأبين لتعود الى نقطة انطلاقها في محافظة شبوة . 
وتعود فصائل الانتقالي المنهزمة الى تلك المواقع التي خسرتها بطريقة دراماتيكية تشبه الكابوس لتصبح في فجر يومها هذا وقد انزاح ذلك الكابوس المزعج وتجد نفسها بخير ومواقعها في انتضارها بدون لا مؤذي ولا شيطان . 
وكأن جيشا من الملائكة ومعه طيور الأبابيل حارب نيابة عنها وأعاد اليها كل ما فقدته في ليلها ونهارها 

فكيف تحول ذلك الكابوس الى حلم جميل ؟ 

الذي يبدو لي ان هناك امر مدبر بين التحالف والمجلس الانتقالي والحكومة على اعلى المستويات . 

فقدكانت القوات الحكومية حتى قبل منتصف ليل الامس بساعتين او ثلاث قد وصلت الى التواهي المعقل الرئيسي للمجلس الانتقالي . 

وبحسب المصادر فان قوات الانتقالي قد اقتصرت في أعمالها في الامس على نهب مقرات قواتها ومقر التحالف التابع للإمارات بعد انسحاب الاخيرة منه مبكرا خلال ساعات النهار في الامس . 

كان الامس مليئا بالأخبار التي تتحدث فقط عن تقدمات قوات الحكومة في عدن . 
وشاهدنا صور الفرح بوصولها الى عدن وشاهدنا الصور من قصر المعاشيق الذي لم يتم الحديث عنه اليوم . 

فماذا حدث ما الذي استنهض الجحافل الهاربة في فجر اليوم لتعود من مناطقها مسرعة لتتمركز في المواقع التي فرت منها في عدن وأبين ؟ . 

هل كان ما جرى بين قوات الحكومة وقوات المجلس الانتقالي مجرد مناورة ؟ 

وهل الهدف منها تدريب قوات الانتقالي على كيفية الالتزام بالأوامر العسكرية وطاعة الحكومة الشرعية والتحالف ، خاصة بعدما ابداه المجلس في لقاءات جدة من تكنيك متمرد ؟ 

لا يغتر احدا بما حصل . ولا يضن احد ان انسحاب ذلك الجيش الجرار التابع للحكومة من مواقعه كان خوفا من الضربات الجوية في عدن او ابين . 

هناك أمور يتم تدبيرها والاتفاق عليها في الخفاء . 
يبدو ان الهدف من ما حصل لقوات المجلس هو تدريبهم على الطاعة للأوامر مهما كانت قاسية . 

وربما يكون ايضا ما حصل لقوات الحكومة التي تم ضربها بالطائرات يدخل في هذا الإطار . 

الى اللحظة لم يصدر اي موقف من اللواء احمد الميسري الذي وعد بالنزال الجديد بعد إجباره على الانسحاب من النزال سابقا في عدن . 

الغريب فيما حدث هو الضربة التي تعرض لها احد ألوية الحكومة في الطريق بين ابين وعدن . 
من قام بذلك ولماذا ؟

هل رفضت قيادات اللواء الأوامر . ام ان ذلك كان انتقاما مقصودا من عبدربه منصور هادي من قبل الامارات  ؟ 

بحسب احمد الحسني عضو المقاومة الجنوبية . 
وهي فصيل يؤيد الحكومة الشرعية . 
 قال ان ذلك اللواء في معضم أفراده يتكون من منطقة لودر مسقط راس الرئيس هادي . 
الذي يبدو انه اصر على طرد الامارات من اليمن . 
لذلك يضع احتمال ان تكون الامارات هي من قامت بتنفيذ هذه الضربات ايلاما وانتقاما من الرئيس هادي 

لكن هذه تبقى مجرد تكهنات . 
فبحسب الحسني لا يعرف من الذي قام بهذه الضربات فعلا الى الان . 
وهل هي السعودية ام الامارات ؟ 
شخصيا أضيف احتمال اخر  فربما يكون هناك طرف ثالث هو من قام بذلك لسبب او لآخر . 

الذي نعرفه فقط من تصريحات تابعة للجيش الوطني ان هذه الضربة أوقعت الكثير من الضحايا وصلت الى حوالى ٣٠ الى٤٠ قتيل وعدد كبير من الجرحى . 

وتتهم مصادر  في الحكومة الشرعية الامارات في القيام بهذه الضربات  . 
لكن الاخيرة لم تنفي او تؤكد ذلك  .

تأتي هذه التطورات في ضل زيارة عاجلة قام بها الأمير خالد بن سلمان الذي يبدو انه بدا يتصدر المشهد السياسي في المملكة خاصة فيما يخص الملف اليمني . 

التقى خلالها وزير الخارجية الامريكي مايك بومبيو وبعض قيادات وزارات الدفاع الامريكية . 
والتي بحسب المصادر الإعلامية انها اجرت مباحثات مباشرة مع جماعة أنصار الله في سبيل حل الأزمة في اليمن بين أنصار الله والحكومة الشرعية وبينها وبين السعودية . 

الذي يبدو ان خالد بن سلمان اتخذ مسار مختلف عما اخذه اخوه الأكبر ولي العهد الذي كما يبدو انه يخضع لتاثير كبير من قبل ولي عهد ابو ضبي محمد بن زايد . 

فخروج الامارات من اليمن والهزيمة المذلة لحليفها المجلس الانتقالي لم يكن ليحدث لو كان الملف اليمني لا يزال بيد محمد بن سلمان الذي يبدو انه ابتعد عن ملف اليمن لمقتضيات الحرج من صديقه محمد بن زايد . 

مع ذلك تبقى لنا الكثير من التساؤلات عما حدث في الامس وقبله وما حدث ويحدث اليوم وربما غدا . 
وأول تلك التساؤلات هو 

ما الثمن الذي قدمه المجلس الانتقالي مقابل إنعاشه وهو يحتضر ليعود الى الحياة وتعود له سلطته ومناطقه التي خسرها بين ليلة وضحاها ؟ 

وسؤال اخر هو هل سيتوقف الانتقالي في ابين ام انه سيعيد التحرك نحو شبوة وما بعدها ؟ 

وفي نفس الوقت نتساءل . 

ما الذي حصلت عليه الحكومة مقابل الانسحاب من مواقعها التي اخذتها بحق السيف وتسليمها للمجلس الانتقالي الذي تحدى سلطتها ؟ 

الذي يبدو واضحا ان هناك اتفاق ما وراء كل هذه الأحداث والتطورات . 

الأيام القادمة ستكشف اسرار ما يحصل .
____________________
    *(مجلة العصر في السياسة الدولية):*
*  أول مجلة افتراضية سياسية على الويتساب،
* كتابها جمع كبير من المفكرين والمحللين العرب،
* تستقبل المقالات والتحليلات السياسية المستقلة، 
* الآراء المطروحة لا تمثل رأي المجلة بالضرورة، 
* للاشتراك اضغط على أحد الروابط التالية 👇:



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.