16 عامآ على جريمة اغتيال القائد السياسي الفذ المناضل جارالله عمر بدم بارد.
28 ديسمبر عام 2002 يوم أسود في تاريخ اليمن المعاصر.
رصاصة الإرهاب تغتال داعية السلام و الديمقراطية الشهيد جارالله عمر الأمين العام المساعد للحزب الإشتراكي اليمني بوضح النهار.
أجهزة النظام القاتل سارعت يومها إلى إعلان إسم القاتل المأجور الإرهابي علي جارالله من دون ذكر لقبة.
ليس بهدف كشف ملابسات الجريمة البشعة لإظهار الحقيقة و إنصاف الضحية.
أرادت أن توهم الناس بإن القاتل علي جارالله هو نجل الشهيد جارالله وإن المسألة داخلية
ولم تفصح عن لقب القاتل علي جارالله السعواني إلا بعد مرور فترة زمنية من الوقت على وقوع الجريمة السياسية الأكثر بشاعة في تاريخ اليمن الموحد.
أعتقد إنه جرى إختيار علي جارالله لتنفيذ الجريمة بعناية فائقة لإسمه فقط و لا شي أخر فالسلطة لديها الكثير من القتلة المأجورين يمكنها الإستعانة بهم.
ظن القتلة الحقيقيون إن هذه الفرية ممكن تنطلي على الرأي العام و قد يصدقوها ولم يخطر في بالهم إن الشعب اليمني قد شب عن طوق أساليب الزيف و التدليس و الفبركة المفضوحة و المعروفة للقاصي و الداني.
لتشير أصابع الاتهام مباشرة من اللحظة الأولى إلى تحالف الشر الثلاثي القاتل ( العسكري ، القبلي ، الديني) العقل المدبر المخطط والمستفيد من إغتيال الشهيد جارالله عمر و ما علي السعواني إلا أداة لتنفيذ الجريمة.
فمثل هذه الجرائم ليست جديدة على حكام صنعاء باجنحتهم الثلاثة الشريرة.
هذا التحالف عقد العزم على الثأر و الإنتقام من الحزب الإشتراكي اليمني و تصفية قياداته و كوادره و تدمير الجنوب و مؤسساتة المدنية و العسكرية.
250 قياديآ و كادرآ مدنيآ و عسكريآ طالتهم يد الغدر و الخيانة إبتداء من الشهيد ماجد مرشد مرورآ بمئأت الشهداء و صولآ إلى جريمة اغتيال الشهيد جارالله عمر.
الدكتور ياسين سعيد نعمان الأمين العام السابق للحزب الإشتراكي اليمني تعرض لخمس محاولات فاشلة لإغتيالة خلال المرحلة الانتقالية لإنتقاداتة الجريئة للمعرقلين و المعطلين للحوار.
لماذا إستهداف الإشتراكي في تلك الفترة دون غيرة؟ لمشروعة الوطني النهضوي و نهجه السياسي الديمقراطي المنفتح.
ولماذا إغتيال جارالله بالذات؟ لسجلة النضالي و دورة الوطني المحوري على صعيد الحياة السياسية المحلية و العربية و العالمية.
جارالله ليس شخصية عادية فهو من قادة المقاومة الشعبية أثناء حصار السبعين يوما ومن المؤسسين للحزب الإشتراكي اليمني و صاحب فكرة التعددية السياسية و الحزبية المرادفة للوحدة اليمنية ومهندس اللقاء المشترك المعارض.
فكيف لا تحقد علية القوى الرجعية الإمامية المتخلفة الممسكة بالحكم في صنعاء حتى الآن؟.
لقد كان الغرض من جريمة اغتيال جارالله عمر تصفية أحد الشخصيات السياسية المعارضة البارزة في اليمن لإزاحتة عن الساحة السياسية و ضرب الإشتراكي بالإصلاح و القضاء على اللقاء المشترك.
جاراللة رمز وحدوي يمني وعربي قومي أصيل و أممي نبيل بذل حياتة للحفاظ على منجز الوحدة الوطنية و ناضل من أجل وحدة الأمة العربية من المحيط إلى الخليج و نشر ثقافة التعايش السلمي و التضامن الأممي بين الشعوب و الآمم.
وقد شكلت جريمة إغتيالة صدمة كبيرة لدى الأوساط السياسية و الشعبية في الداخل والخارج وترك غيابه فراغاً كبيرآ لدى قيادة الحزب و كوادره و أنصاره و الشعب اليمني عامة و القوى و الأحزاب السياسية الوطنية والقوميةو اليسارية و الإشتراكية العربية والعالمية. كيف لا و جارالله ذلك المناضل الكبير و السياسي المحنك والمثقف المخضرم حمل في ثناياه بذور المحبة و التسامح و السلام و الديمقراطية.
دفع حياته ثمنآ لمبادئه و مواقفه المنسجمة كليآ مع سياسة و نهج الحزب الإشتراكي الرامية إلى غرس ثقافة السلم و نبذ العنف و الكراهية في المجتمع اليمني و القبول بالأخر.
قوى الظلام الغبية أدركت مدى حب الناس ل جارالله عمر المناضل السياسي المثقف المدافع عن حقوق الإنسان و تنامي شعبيته فأغتالتة بلا شعور بالذنب.
غير ان أعداء السلام هذه المرة قد أصابوا في تقديراتهم فلو عاش جارالله عمر لأصبح اليوم رجل المرحلة ربما بإجماع كافة الأطراف المتنازعة على كعكة السلطة.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق