عيون الغواني الحور في الأجفن الكُسلِ
فعلنَ بأكباد لنا أيَّما فِعلِ
فعلن بنا ما تفعل الأُسد بالظبا
والاغلال بالمكبول والدهرُ بالكهلِ
بهنَّ الشجا والوجد والحزن والسلا
ويوجدن كالمفتاح للقلب والقفلِ
وينضين من عند المآقي قواضِباً
تُسَل بلا غمد وتمضي بلا نصلِ
ويرشقن أرماحاً نوافذ في الحشا
كرشق الردينيات من أجذُع النبلِ
يقرطسن ما تحت الضلوع برميهن
ويهرقن أرواح المحبين كالسَّجلِ
وما في صواحبهنّ أضعاف ما بهن
من الحسن والإدلال والغنج والرَّفلِ
عرانينهن شمُّ كأسياف من عظم
برزن لمستلقٍ على كف مستلِ
وأفرُعُهن مثل الليالي تخالهن
ثيابَ حرير أو أفانين من أثلِ
سواجي دواجي تنثني بتموج
وكم حرة تختال في فرعها الجذلِ
وينزلن في بيضٍ فيخسفنَ ضوءهن
كمثل خسوف البدر في ليله الكلي
وتجلو مباسم عن سنون تناظمت
كما نُظمت في عقدها أزهر الفلِّ
عليلات أرياقٍ طويلات أعناقٍ
خليلات أشواق مقلات بالوصلِ
فليجات أذقان كحيلات أعيان
بأعيانهنَّ ما على الظبي من كحلِ
دفيئات أحظان نديات أوجان
بأوجانهنَّ ما على الوردمن طلِّ
سلائل أرئامٍ ربائب إنعامٍ
نواعم اجسام مغذَّات بالدَّلِّ
يمايلن من تحت الثياب قدودَهن
كما مايلت أغصانها أزهرُ الحقلِ
يلعبنهن بالجو في كل جانب
ملاعبة الأنسام خالاً على حبلِ
نحلن فانحلن الجسوم وأورثــن
ـنهن وأهليهن جرثومة السلِّ
وينفثن في عُقَد المضاجع نشوة
تدب دبيب الخمر في أجسم الثُّملِ
يساقِطنَ من فلك السماء نجومها
ويمشين في حلل الجمال على مهلِ
حكين شعاع الشمس ضوءاً وصورة
فليس لهن منها على الأرض من ظلِّ
فإمّا دنا نحبي فمن شعرهن ثوبي
ومن نشرهن ظيبي ومن دمعهن غُسلي
وأعيانهن قبري كما كن لي سجني
وأجفانهن لحدي واحظانهن رحلي
ورب جميلٍ لم تر العين مثله
تبسُّمُه يغري ونظرته تسلي
محياه من سور الجمال وآيهِ
وانغامه العَذب الرقاق لها يتلي
فشبهته فيه لأني لم أجد
له من شبيه في الجمال ولا مثلِ
وكم نظرة تدمي القلوب ولاتدري
وتغضي فتسبي القلب بالأعين النُّجلِ
وما قيس من ليلى خلافيَ في الجوى
وغيلان من ميٍّ وعنتر من عبلِ
فإن تصرمي قلباً تسيل دماؤه
فذلك ما لا يرتضي الخل للخلِ
وإن تعملي للوصل جئتك سابحا
على بُسُط الهُوج الجنائب لا الرِّجلِ
وإن كان من وعد فبالوعد نكتفي
وإن لم تفي فيه وتجزمي بالفصلِ
فأزكى الهوى ما عاش بالشك ربُّه
وأحلى وعود الحب ما سيط بالمطلِ
يقولون لي ما سر ذلِّك في الهوى؟
فقلت لهم ما الحب إلا أخو الذلِ
وإن يكثر العذال بيني وبينها
فأي هوى لا يخلو إلفاه من عذلِ
فلا تكثري لومي فإني لمؤمن
بما لم يؤامن فيه بعض الذي قبلي
حملتُ الهوى والفقر والمَن والأذى
وما حمل هؤلاء لو تدري بالسهلِ
فإن شاء لي ربي حياة حييتها
ولو أجمعَت كل الخلائق في قتلي
هو الرافع الخافض قدراً وحطة
وأما سواه فما يدني ولا يعلي
وربي الذي يبقي وربي الذي يفني
وربي هو الأجدر بالمن والفضلِ
ولو في يد المخلق رزقي لملني
ومَنَّ بما يعطيني ناهيك عن نسلي
فجل الذي يعطي ويسدي تفضلاً
ويرزقني من غير مَنٍّ ولا مَلِّ
ولو أنني أحيا بكِلية صاحبي
بذلت له ممتن مالي وما هو لي
وأمسيت دهري شاكرا فيه حامدا
فكيف بمن أحيا بنعمائه كُلّي
فحمدا لربي من حباني بفضله
وسخر مافي الأرض والكون من أجلي
ولست الذي يختال زهواً بأصله
فلا حَسَبي يغنيني شيئاً ولا أصلي
وما الحسب الذاكي وان طال أنجماً
-وما طالها-إلا بمنزلة النعلِ
فأصل الفتى ماءٌوطين يدوسه
وما شطحات البعض إلا من الجهلِ
ولم أرَ مثل الكبر يودي بأهله
ولم أرَ بعد الشرك من ذنب كالقتلِ
وما ضرني أهدي النساكين بسمةً
وأمشي على الأرض الذلول على رسلي
وأحسِن ظني بالعباد تأسياً
بما خاطب الله به خاتم الرسلِ
علاما وفيما اختال واغتر وارفلُ
على من همُ دوني وفوقي ومن مثلي
وما الناس إلا إخوتي وعشيرتي
وأهلهمُ أهلي ونجلهمُ نجلي
ومن يرتقي جبلاً بنظرة عارفٍ
رآهم يدبون على الأرض كالنملِ
فيأخذه الإشفاق والعطف نحوهم
كما يأخذ الأمَّ الحنون على الطفلِ
وإني ليبكيني اليتيم اذا غدا
بغير أبٍ يشكو إليه ولا أهلِ
يلاعب أولاداً فهذا يذوده
وذاك لسوء الطبع يرميه في الوحلِ
دموع الفتى للنفس كالغيث للربى
وإعدامُه للدمع كالجدب والمَحلِ
وأُرخِص فض الطبع بالخلق عنوة
وكل رحيمٍ بالعباد له أُغلي
وأرجو حلول الخير للناس كلِّهم
كما أرتجيهِ للذي هو من نسلي
وما التيه والخيلاء والكبر والبذى
على الخلق إلا آتياتٍ من النذلِ
ولو أنها ترقى وتسمو بأهلها
لفضلت عيشي دونها باقبُر سُفلِ
رديءُ الشمائل ثَمَّ شوك وإن علت
وجيدها كالزهر والورد والنخلِ
وما اللول والمرجان والتِّبر كالحصى
ولا النقش بالأحجار كالنقش بالرملِ
وما الجهل كالحلم ولا الغي كالرشد
ولا البخل كالبذل ولا الظلم كالعدلِ
وبين الثريا والثرى بون شاسع
كما أنه بين اللئامة والنُّبلِ
وكل شجاع من شمائله البذل
وكل جبان ليس يخلو من البخلِ
ِوحيناً ترى في الفعل ماليس في القول
وحيناً ترى في القول ما ليس في الفعلِ
فعلنَ بأكباد لنا أيَّما فِعلِ
فعلن بنا ما تفعل الأُسد بالظبا
والاغلال بالمكبول والدهرُ بالكهلِ
بهنَّ الشجا والوجد والحزن والسلا
ويوجدن كالمفتاح للقلب والقفلِ
وينضين من عند المآقي قواضِباً
تُسَل بلا غمد وتمضي بلا نصلِ
ويرشقن أرماحاً نوافذ في الحشا
كرشق الردينيات من أجذُع النبلِ
يقرطسن ما تحت الضلوع برميهن
ويهرقن أرواح المحبين كالسَّجلِ
وما في صواحبهنّ أضعاف ما بهن
من الحسن والإدلال والغنج والرَّفلِ
عرانينهن شمُّ كأسياف من عظم
برزن لمستلقٍ على كف مستلِ
وأفرُعُهن مثل الليالي تخالهن
ثيابَ حرير أو أفانين من أثلِ
سواجي دواجي تنثني بتموج
وكم حرة تختال في فرعها الجذلِ
وينزلن في بيضٍ فيخسفنَ ضوءهن
كمثل خسوف البدر في ليله الكلي
وتجلو مباسم عن سنون تناظمت
كما نُظمت في عقدها أزهر الفلِّ
عليلات أرياقٍ طويلات أعناقٍ
خليلات أشواق مقلات بالوصلِ
فليجات أذقان كحيلات أعيان
بأعيانهنَّ ما على الظبي من كحلِ
دفيئات أحظان نديات أوجان
بأوجانهنَّ ما على الوردمن طلِّ
سلائل أرئامٍ ربائب إنعامٍ
نواعم اجسام مغذَّات بالدَّلِّ
يمايلن من تحت الثياب قدودَهن
كما مايلت أغصانها أزهرُ الحقلِ
يلعبنهن بالجو في كل جانب
ملاعبة الأنسام خالاً على حبلِ
نحلن فانحلن الجسوم وأورثــن
ـنهن وأهليهن جرثومة السلِّ
وينفثن في عُقَد المضاجع نشوة
تدب دبيب الخمر في أجسم الثُّملِ
يساقِطنَ من فلك السماء نجومها
ويمشين في حلل الجمال على مهلِ
حكين شعاع الشمس ضوءاً وصورة
فليس لهن منها على الأرض من ظلِّ
فإمّا دنا نحبي فمن شعرهن ثوبي
ومن نشرهن ظيبي ومن دمعهن غُسلي
وأعيانهن قبري كما كن لي سجني
وأجفانهن لحدي واحظانهن رحلي
ورب جميلٍ لم تر العين مثله
تبسُّمُه يغري ونظرته تسلي
محياه من سور الجمال وآيهِ
وانغامه العَذب الرقاق لها يتلي
فشبهته فيه لأني لم أجد
له من شبيه في الجمال ولا مثلِ
وكم نظرة تدمي القلوب ولاتدري
وتغضي فتسبي القلب بالأعين النُّجلِ
وما قيس من ليلى خلافيَ في الجوى
وغيلان من ميٍّ وعنتر من عبلِ
فإن تصرمي قلباً تسيل دماؤه
فذلك ما لا يرتضي الخل للخلِ
وإن تعملي للوصل جئتك سابحا
على بُسُط الهُوج الجنائب لا الرِّجلِ
وإن كان من وعد فبالوعد نكتفي
وإن لم تفي فيه وتجزمي بالفصلِ
فأزكى الهوى ما عاش بالشك ربُّه
وأحلى وعود الحب ما سيط بالمطلِ
يقولون لي ما سر ذلِّك في الهوى؟
فقلت لهم ما الحب إلا أخو الذلِ
وإن يكثر العذال بيني وبينها
فأي هوى لا يخلو إلفاه من عذلِ
فلا تكثري لومي فإني لمؤمن
بما لم يؤامن فيه بعض الذي قبلي
حملتُ الهوى والفقر والمَن والأذى
وما حمل هؤلاء لو تدري بالسهلِ
فإن شاء لي ربي حياة حييتها
ولو أجمعَت كل الخلائق في قتلي
هو الرافع الخافض قدراً وحطة
وأما سواه فما يدني ولا يعلي
وربي الذي يبقي وربي الذي يفني
وربي هو الأجدر بالمن والفضلِ
ولو في يد المخلق رزقي لملني
ومَنَّ بما يعطيني ناهيك عن نسلي
فجل الذي يعطي ويسدي تفضلاً
ويرزقني من غير مَنٍّ ولا مَلِّ
ولو أنني أحيا بكِلية صاحبي
بذلت له ممتن مالي وما هو لي
وأمسيت دهري شاكرا فيه حامدا
فكيف بمن أحيا بنعمائه كُلّي
فحمدا لربي من حباني بفضله
وسخر مافي الأرض والكون من أجلي
ولست الذي يختال زهواً بأصله
فلا حَسَبي يغنيني شيئاً ولا أصلي
وما الحسب الذاكي وان طال أنجماً
-وما طالها-إلا بمنزلة النعلِ
فأصل الفتى ماءٌوطين يدوسه
وما شطحات البعض إلا من الجهلِ
ولم أرَ مثل الكبر يودي بأهله
ولم أرَ بعد الشرك من ذنب كالقتلِ
وما ضرني أهدي النساكين بسمةً
وأمشي على الأرض الذلول على رسلي
وأحسِن ظني بالعباد تأسياً
بما خاطب الله به خاتم الرسلِ
علاما وفيما اختال واغتر وارفلُ
على من همُ دوني وفوقي ومن مثلي
وما الناس إلا إخوتي وعشيرتي
وأهلهمُ أهلي ونجلهمُ نجلي
ومن يرتقي جبلاً بنظرة عارفٍ
رآهم يدبون على الأرض كالنملِ
فيأخذه الإشفاق والعطف نحوهم
كما يأخذ الأمَّ الحنون على الطفلِ
وإني ليبكيني اليتيم اذا غدا
بغير أبٍ يشكو إليه ولا أهلِ
يلاعب أولاداً فهذا يذوده
وذاك لسوء الطبع يرميه في الوحلِ
دموع الفتى للنفس كالغيث للربى
وإعدامُه للدمع كالجدب والمَحلِ
وأُرخِص فض الطبع بالخلق عنوة
وكل رحيمٍ بالعباد له أُغلي
وأرجو حلول الخير للناس كلِّهم
كما أرتجيهِ للذي هو من نسلي
وما التيه والخيلاء والكبر والبذى
على الخلق إلا آتياتٍ من النذلِ
ولو أنها ترقى وتسمو بأهلها
لفضلت عيشي دونها باقبُر سُفلِ
رديءُ الشمائل ثَمَّ شوك وإن علت
وجيدها كالزهر والورد والنخلِ
وما اللول والمرجان والتِّبر كالحصى
ولا النقش بالأحجار كالنقش بالرملِ
وما الجهل كالحلم ولا الغي كالرشد
ولا البخل كالبذل ولا الظلم كالعدلِ
وبين الثريا والثرى بون شاسع
كما أنه بين اللئامة والنُّبلِ
وكل شجاع من شمائله البذل
وكل جبان ليس يخلو من البخلِ
ِوحيناً ترى في الفعل ماليس في القول
وحيناً ترى في القول ما ليس في الفعلِ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق