سلي الوقائع عنا والميادينا - يمن سام Yemen Sam

أعلان الهيدر

الخميس، أبريل 19، 2018

الرئيسية سلي الوقائع عنا والميادينا

سلي الوقائع عنا والميادينا

سَلِيْ الوقائِعَ عَنَّا والميادينا
واستشهدي ب دراً الكُبرَى وحُطِّ ينا

نحنُ الجَحَاجِحَةُٰ الأَقْرَامُ مِنْ قِدَمٍ
ليس المكارمُ والأمجادُ تُخْطِيْنا

ما فوقنا مِنْ كبيرٍ نَنحَني وَجَلاً
لهُ سوى الواحدِ الدَيَّانِ بارينا

وما على الأرضِ مِنْ شِبْرٍ يُعَاشُ بهِ
إلا وكُنَّا بهِ يوماً سلاطينا

سُمْنَا الجبالَ ومازلنا نُطَاوِلُها
حتى عَلَتْها بِأَمْتَارٍ مَبَانِينا

تلكَ البحارُ مَلَأْنا مائَها سُُفنا
والأرضَ يوماً جعلناها براكينا

فما على دانيٍ كَلَّتْ صَوَارِمُنا
ولا على باذِخٍ خابتْ روامينا

مِنَّا الذينَ أطاحوا كُلَّ طاغيةٍ
واستَوطَنُوا الأرضَ فُتَّاحاً وغازينا

نُشَّادُ حَرْبٍ يَرَونَ بِقَتْلِهِمْ شَرَفاً
وقَلَّما يَبْلُغُ المرءُ الثلاثينا

يسعونَ للحربِ سعياً في مَواطنِها
والموتُ يشْحَذُ فيهنَّ السكاكينا

تَرَاقَصُ البِيْضُ رقصاً في أَكُفِّهُمُ
كما تُرَاقِصُ نَكْباءُ الأفانينا

والسُمْرُ يمْرُقْنَ مَرْقاً مِنْ قِسِيِّهُمُ
مَرْقَ الصواعقِ يتْبَعْنَ الشياطينا

صالوا البلادَ وجالوها لَأَنْ وصلوا
لبنانَ والصينَ والبوسنا وبرلينا

يسري بهم ضَوْطَرٌ مُعْصَوْصَبٍ لَجِبٍ
مثلُ الجَرَادِ مِنْ الآفاقِ يهوِينا

يُثيرُ جَعْدَاً عُكُوْبَاً قَسْطَلاً رَهْجاً
يَعْلو الغمامَ ويسري حيثُ يَسْرِينا

في مشرقِ الأرضِ أَوَّلُنا وآخِرُنا
في مغربِ الأرضِ بالراياتِ بادينا

بحيثِ يطلعُ قَرْنُ الشمس دانينا
وحيثُ حُكِّمَ ذو القرنينِ قاصِينا

تُغْضِي عَوامُ الوَرَى عن لَمْحِنا هَلَعاً
ونقدفُ الرُّعْبَ في أشغافِ رائينا

ما بيننا ماكرٌ تُخْشَى خيانتُهُ
ولا جبانٌ ولا فينا مُرَاؤونا

الرأيُ أيْمَنُنا والحَزْمُ أيْسَرُنا
والجِدُّ أَوْسَطُنا والعَزْمُ حَادِينا

نحنُ بنوْ الحربِ لا تَغْفوْ سَوَابِحُنا
ولا تَقِرُّ بِأَغْمادٍ مَوَاضينا

ومثلُنا قطُّ لم يُخلَقْ إلى دِعَةٍ
ولا لكأسٍ ونُدْمانٍ ولا قِيْنا

الخيلُ أَقْيانُنا والبِيْضُ نُدْمانا
أصواتُها ما تلاقَينا شَوَادينا

يُسابِقُ الريحَ فوق الخيلِ فارسُنا
ويعدو الظَّبْيَ في البَيْدَاءِ ماشينا

نغزوا الأعادي إلى أقعارِ دُوْرِهُمُ
ونمنعُ الخَصْمَ ما يدنو نواحينا

تقتُلُهمْ في الوغى قتلاً مَعَابِلُنا
حَرْباً وفي السِّلْمِ تهجوهمْ قَوَافينا

وما تَمَنَّعَ فَتْحٌ واشتهى لِدَمٍ
إلَّا لِسُقْياهُ فَتَّحْنا الشرايينا

نستأصِلُ الشِّرْكَ مِنْ أعماقِ جَذْرَيْهِ
وإنْ سَما فوقَنا كُنَّا شَوَاهِينا

صقورَ هَيْجاءَ في الأجواءِ حائمةً
تعلوْ الأُسُوْدَ وتقتاتُ الثعابينا

إنْ يَسْهُلِ الأَمْرُ نِلْناهُ بِلا تَعَبٍ
وإنْ تَصَعَّبَ لم تَقْصُرْ أيادينا

ورُبَّ خَبْتٍ مَلَأنا ساحَهُ جُثَثىً
وأمْطَرَتْهُ مَلاحِمُنا جَثَامينا

تغشى السكينةُ مِنَّا كلَّ مَوْتُوْرٍ
وتَغْمُرُ الأُفْقَ قتلانا رياحينا

طعامنا مِنْ جِنَانِ الخُلْدِ أَطْيَبُهُ
ونُطعِمُ الخَصْمَ زَقُوماً وغِيْلِينا

يَلْقَى المنيةَ مثل العُرْسِ أوَّلُنا
ويَشْرَبُ الموتَ شُرْبَ الماءِ ثانينا

لا مُظْهرِين على ما صابنا أسَفاً
ولا تنوحُ على مَيْتٍ بَواكينا

نسعى إلى اللهِ إيماناً بهِ سعيا
والموت في سُبْلِهِ أسمى أمانينا

وليس تخطو إلى ظُلْمٍ لنا قَدَمُ
ولا تطاولُ أيديْنا المساكينا

العدلُ والدينُ والشورى شعائرُنا
والعِلمُ والمجدُ والتقوى نوادينا

أحلامُنا كالجبالِ الشُمِّ راسخة
حِلْماً وفي الجَهْلِ تحسَبُنا مجانينا

فإن نَحَونا مناحيْ الجهلِ أحيانا
فنحنُ للحِلْمِ أُوَّابٌ أحايينا

نلقَى الأعادي بوَجْهٍ ضاحكٍ أبدا
حتى تَفِيءَ إلى الحُسنى أعادينا

تُبْدي ظواهِرُنا ما في بَوَاطِننا
كأنَّما تَسْمَعُ الدنيا تناجينا

نُخالطُ الناسَ طُرَّاً ما أَحَبُونا
ولا نُقَالي بِحِقْدٍ مَنْ يُقالينا

طابت مجالسُنا جادت مدارسنا
جَلَّتْ محاسِنُنا قَلَّتْ مساوينا

وإنْ صَبَرْنا احتساباً ليس مِنْ عِيٍّ
فرُبَّما ثَقَّلَ الصَّبْرُ المَوازينا

وما صَبَرْنا على ضَيْمٍ ومظلَمَةٍ
ذُلَّاً سواءً بهذا الناسِ أو فِينا

ما أحقرَ الصَّبْرَ ذُلَّاً في عقائدِنا
وأَبْعَدَ العَيْشَ ضَيْماً عن معالينا

وما توانت عن غوثٍ عزائمُنا
ولا اسْتُقِلَّتْ من زادٍ أوانينا

إنْ يدعوا قَوْمٌ لنائبةٍ أجبناهمْ
أو يدعوا غُرْماً بذلناها (ملايينا)

فإنْ قعدنا فقد جَلَّتْ مآثِرُنا
وإنْ سَعَينا فمحمودٌ مساعينا

ما دامَ الاسلامُ قانوناً لناسِرْنا
وإنْ تَبَدَّلَ خالفنا القوانينا

ما زالت الأمس تأتينا شعائرُهُ
حتى ارتضاهُ لنا رحمانُنا دينا

وما تَنَزَّلَ عِلْمٌ في مدائِننا
إلا نُعَلِّمُهُ مَنْ في بَوَادِينا

دِيْنٌ يوحِّدُ ربَّ الكونِ توحيدا
لا دِينُ قَدَّمْ لِآمُوْنَ القرابينا..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.