بكاؤكما يشفي وإن كان لا يجدي
فجودا فقد أودى نظيركما عندي
بُنيَّ الذي بيديَّ أهديته الثرى
فيا عزة المَهدي ويا حسرة المُهدي
ألا قاتل الله المنايا ورميها
من الناس حبات القلوب على عمدِ
توخَّى حِمام الموت أوسط صبيتي
فلله كيف اختار واسطة العِقدِ
طواه الردي عني فأضحى مزاره
بعيداً على قُربٍ قريباً على بُعدِ
لقد انجزت فيه المنايا وعيدها
وأخلفَت الآمال ما كان من وعدِ
ألَحّ عليه النزف حتى أحاله
إلى صفرة الجادي من حُمرة الوردِ
فيالكِ من نفس تساقط أنفساً
تساقُطَ دُرٍّ من نظامٍ بلا عقدِ
لقد قَلَّ بين المهد واللحد لُبثُهُ
فلم ينس عهد المهد إذ ضُمَّ في اللحدِ
أُلامُ لِمَا أُبدي عليك من الأسى
وإني لأُخفي منك أضعاف ما أُبدي
محمدُ ما شيءٌ تُوِهِّم سلوةً
لقلبيَ إلا زاد قلبي من الوجدِ
وأنت وإن أُفردت في دار وحشةٍ
فإني بدار الأنس في وحشة الفردِ
عليك سلام الله مني تحيةً
ومن كل غيثً صادق البرق والرّعدِ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق