د عبدالله الغيلاني _كاتب عماني
أستاذ العلاقات الدولية جامعة أكسفورد _ لندن
اليمن و اليمنيون تعصف بهم الحرب وازمتهم معقدة وكل يوم تزداد تعقيدا وقيادتهم السياسية وأصحاب القرار في الشرعية كان المفروض أن يكونوا في الواجهة ولكنهم تراجعوا للخلف وتركوا الواجهة لدولتا التحالف الخليجيتين الإمارات و السعودية والتي هي بجرائمها من أوصلت اليمن إلى الوضع منذ نجاح أروع ثورة سلمية عرفها اليمن وهي ثورة الشباب 2011 والتي عصف بها تدخل الإمارات والسعودية حتى أوصلت اليمن على ما هو عليه الآن
*لدول الخليج العربي و خاصة السعودية و الإمارات نظرة قديمة قاصرة و دونية لليمن وهي أن استقرارهم و رفاهيتهم تعتمد على عدم استقرار اليمن وان يتفشى الفقر وتعم الفوضى اليمنيين وأيضا ينظرون بنفس هذه النظرة الخبيثة إلى معظم الدول العربية وذلك غير مخفي لكل ذي نظر*
*ففي عام 1994 قامت و سارعت جميع دول الخليج لدعم و تأييد انفصال الجنوب ووضعت جميع إمكاناتها لتحقيق ذلك لأن في تقسيم اليمن. ستعم الفوضى و عدم الإستقرار كل أرجاء اليمن*
كما أن السعودية هي من قامت و بواسطة عملائها و منهم الرئيس السابق علي صالح بقتل الرئيس إبراهيم الحمدي و ذلك لم يعد خافيا على أحد ويمكن لأي فرد أن يطلع على في أرشيف المخابرات البريطانية و أرشيف المخابرات الأمريكية و السبب الوحيد لاغتيالهم للرئيس إبراهيم الحمدي أنه جعل اليمن مستقرا و جعل اليمنيين يعيشون في رفاهية ودخل الفرد في اليمن كان أكبر من دخل الفرد في دول الخليج وجعل من الإقتصاد اليمني أقوى إقتصاد في المنطقة
و بعد نجاح ثورة الشباب اليمني في 2011. سارعت دول الخليج بالتدخل ليس لوضع الحلول بل لنشر الفوضى و قاموا بوضع ما يسمى المبادرة الخليجية والتي أوصلت الوضع على ما هو عليه الآن
*وبعد وضع المبادرة الخليجية قامت دولتا السعودية و الإمارات بالعمل في عدة إتجاهات ففي صنعاء و المناطق الجنوبية قاموا بزرع الحساسيات بين المكونات السياسية وإثارة النعرات الطائفية جنوبا*
و خارجيا قامت بتسويق ضرورة القضاء على حزب التجمع اليمني للإصلاح
وفي شمال اليمن وفي محافظة صعدة كانت تقوم بالتنسيق بين الحوثيين و الرئيس اليمني السابق علي صالح
*كما قامت السعودية بعقد عدة إتفاقيات مع الحوثيين لحماية حدودها و من حين خروج الحوثيين من صعدة حتى وصولهم إلى محافظة عمران بلغت المبالغ التي تسلمها الحوثيين من السعودية أربعة مليارات و نصف المليار دولار خلال 9 أشهر بواقع نصف مليار شهريا كما أن الإمارات قدمت للحوثيين مليار دولار. وأكثر من خمسمائة سيارة دفع رباعي وهذه كلها موثقة لدى الأمم المتحدة و كانت السعودية و الإمارات تضغط على المجتمع الدولي بأن الحرب التي يشنها الحوثيين على الدولة هي بين الحوثيين و حزب الإصلاح*
وساذج كل من ظن أن هدف السعودية و الإمارات هو فقط القضاء على حزب التجمع اليمني للإصلاح بل الهدف هو القضاء على جميع شباب الثورة في 2011 بكل توجهاتهم السياسية
وبعد دخول الحوثيين إلى العاصمة صنعاء ووصولهم إلى عدن و تفشي الفوضى لم تتحرك السعودية ولا الإمارات بل عاودت الضغط على مجلس الأمن لإيقاف صدور أي قرار يجرم الحوثيين
*التدخل السعودي*
تدخلت السعودية في اليمن بعد أن وجدت نفسها هي المستهدف التالي حيث قام الحوثيين بعمل مناورة عسكرية على حدود المملكة كما أن وسائل إعلام الحوثيين باشرت تهديد المملكة بصورة مستفزة وأن الحوثيين سيؤدون فريضة الحج إلى مكة المكرمة بسلاحهم كما أن أحد القيادات الإيرانية صرح بأن صنعاء هي العاصمة العربية الرابعة التي تقع في الحضن الإيراني كما قام الحوثيين بعمل جسر جوي بين صنعاء و طهران ب 14 رحلة أسبوعية مثيرة للجدل
*حينها تدخلت السعودية و الإمارات تحت شعار كاذب وهو إعادة الشرعية و شكلوا ما يسمى بالتحالف العربي بمشاركة هامشية لبعض الدول لإضفاء شرعية دولية على التحالف ولكن التحالف هو السعودية الإمارات*
*ولم تتضح حتى الآن بعد ما يقارب الثلاث سنوات أي أهداف واضحة للتحالف سوى أنه لم يأتي لإعادة الشرعية*
*الدور المشبوه*
كما أتضح أيضا الدور المشبوه لدولة الإمارات
فبرغم وجود جيش وطني وهو الجيش الذي أيد ثورة الشباب ووجود مقاومة شعبية انضمت لصفوف الجيش الوطني وهم شباب ثورة 2011 السلميين. وهما قادرين على إنهاء الانقلاب الحوثي فقط إذا توفرت لهم بعض الإمكانيات البسيطة ولكن السعودية و الإمارات لم توفر لهم حتى الرواتب التي تعد أهم أسباب البقاء فكما وصلني أن الجيش الوطني لم يتقاضى أي راتب منذ 8 أشهر
*كما أن هناك تقارير. تفيد بأن دولة الإمارات هي وراء مقتل العشرات من قيادات الجيش الوطني مثل الابارة وقائد لواء العمالقة و الشدادي المؤسس الفعلي للجيش الوطني وغيرهم وهي أيضا وراء إطالة المعركة من أجل استنزاف الجيش الوطني حيث قتل حتى الآن المئات من خيرة شباب 2011 لأنهم هم المستهدف أصلا*
كما قامت دولة الإمارات بإنشاء ميليشيا خاصة تابعة لها من مذهب واحد هو أقرب للقاعدة يطلق عليهم المداخلة هم من أشد اعداء الثورات وهم من مؤيدي النظام السابق وقامت بتسليحهم بأحدث الأسلحة حيث أن الأسلحة التي لدى كتيبة واحدة من الميليشيا التابعة لها تفوق ما يمتلكه الجيش الوطني في كافة أنحاء اليمن
كما أن إمداد الإمارات للحوثيين بالأسلحة لم ينقطع من بداية الحرب حتى الآن كالطائرات من دون طيار و القناصات واجهزة الاتصالات التي أشارت لها تقارير لجنة العقوبات وأيضا صفقة الصواريخ الكورية التي استلمها الحوثيين عبر مصر والتي أثارت مشكلة بين الولايات المتحدة من جهة وبين الإمارات مصر من جهة أخرى كما أشارت الخارجية الأمريكية
وآخرها كانت السيارة التي قبض عليها الجيش الوطني في بداية هذا الأسبوع و هي متجهة إلى البيضاء و محمله بأسلحة متنوعة وعملة مزورة كانت قادمة من أحد موانئ شبوة التي تسيطر عليها دولة الإمارات
*كما أنه بدأ واضحا. الإحتلال الإماراتي للسواحل الموانئ اليمنية في الجنوب الغرب و احتلال الجزر وبناء قواعد لها دون علم الحكومة الشرعية والعمل على السيطرة على منابع الغاز والنفط في الشمال و الجنوب و تصديرها عبر. شركة فرنسية*
*السعودية واحتواء الحوثيين*
*لم تتوقف السعودية عن العمل على احتواء الحوثيين من بداية الحرب حتى الآن لأنهم أقرب لها ممن تسميهم الثوريين ولأنهم يحققون لها أهم أهدافها وهو إستمرار الفوضى في اليمن*
*فبعد فشل انقلاب علي صالح الذي دعمته السعودية الإمارات سارعت السعودية إلى إعادة التواصل مع الحوثيين ففي نهاية شهر أغسطس الماضي فقط تم عقد ثمانية لقائات في ظهران الجنوب بين وفد حوثي برئاسة محمد عبدالسلام وبين رجال مخابرات سعوديين و بمشاركة الإمارات بعيدا عن الحكومة الشرعية ولم يعرف ما دار فيها*
*الحكومة الشرعية لم تعد تمتلك قرارها ولم تعد تمتلك شرعيتها فقد سلمتها كلها للسعودية و للامارت و أثقلت نفسها بكم هائل من الوزراء ووكلاء الوزارات و المسئولين ليس لهم أي عمل يقومون به و معظمهم من الفاسدين وممن قامت ثورة2011 ضدهم حتى إنها لم تستطع أن تعيد محافظ عدن لعمله*
*الحكومة اليمنية لم تعد تمتلك قرارها السيادي ولا السياسي*
*كيفية الخروج*
على اليمنيين الالتفاف حول الجيش الوطني ودعمه و مساندته لأنه الوحيد الذي يحمل أهداف الثورتيين الأم سبتمبر و أكتوبر وهم الوحيدون الذين يحملون أهداف ثورة 2011 وهم من يعانون البؤس و البرد و الجوع و قلة الدعم وهم من يتحملون الخيانات و المؤامرات التي تحاك ضدهم
وخاصة على وجاهات وأعيان ومشائخ اليمن الموجودين في داخل اليمن و المؤيدين للثورة عليهم دعم جيشهم الوطني بكل السبل للحسم وعدم إنتظار أي قرارسسياسي للحسم لأنه لم يعد بيد حكومتمكم
و ما يحصل هو استنزاف لجيشكم الوطني
*وعليكم ألا تنتظروا من السعودية و الإمارات أي خير لأنها تراكم كعدو*
والأمور واضحة لكل ذي بصيرة
#الولاية_لسبتمبر..
منقووول
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق