*اليمن تمر في مفترق طرق صعب جداً لكن بتضامن ابناءها ووعيهم يمكن ان تعود إلى أفضل مما كانت عليه..
عندما نحرك ضمائرنا قليلاً ونعود بأخلاقنا إلى
الوراء سنوات..عندما كنا نستحي من أخذ الرشوة وتزوير المعاملات وغيرها من فيروسات الفساد التي استشرت اليوم بعنف..
أنا شخصياً عمري تقريب ثمانية وثلاثون سنة أذكر أنه كان يوجد حياء عند الموظفين وكانت المكاتب غير اليوم ،كان الراشي والمرتشي كُلاً يستحي من الآخر ويتردد في بذل أو أخذ الرشوة هذا الخُلُق الأول الذي ضيعناه وهو الحياء..
بعد ذلك فقدنا ضمائرنا تدريجياً بعد أن فقدنا الحياء وتضعضع الضمير الداخلي وانتشرت السرقة بكافة أنواعها وعمت الفوضى والفساد وساءت أخلاقنا بسبب فقد الوازع الداخلي الذي كان يردعنا...
إنظر إلى الطفل الذي يتربى في أسرة محافظة ثم يختلط بجلساء سيئيين لاحظ كيف يفقد أخلاقه تدريجياً حتى تصبح عنده عادة ويترك الأخلاق التي تربى عليها وتحل محلها أخلاق سيئة وينسى الطبع الأول تماماً..
نحن في اليمن هذه قصتنا ولا تصدق أن القانون ينفع في مثل هذه الحالات المرضية مهما كانت قوته..لأن القانون ليس إلا شيء ثانوي بعد الوازع الداخلي والضمير الإنساني.. والقانون وضعته الدول للحالات الشاذة فقط وليس لكل الناس..فقانون الإنسان هو ضميره..
وإذا حاولنا إصلاح أنفسنا ولو بنسبة 50% أو أقل أو أكثر فستصلح مجتمعاتنا وتنهض دولتنا وتنافس الدول الأخرى..
لأننا نرى الكثير من الآباء اليوم يفرحون بالسلوك المنحرف لأبنائهم ويقولون لايصلح في هذا الزمن إلا هذا الصنف وهذا غلط..والغلط لا يؤدي إلا إلى غلط مثله.. والشعوب لا تُبنى على الغلط البتة..وكل شيء مبني على أسس صحيحة قبل عبث الناس به..
والجانب الأخلاقي الراقي هو أساس تقدم الشعوب..واقرأ قوانين الدول المتقدمة وسيرة حياة من وضعوها تجدها بُنيت على أساس الضمير والقواعد السليمة التي نفتقدها في يمننا الحبيب..
إذا أحيينا بذرة الحياء فستثمر لنا أخلاق حميدة وسيحترم بعضنا بعضا ونترفع عن الأنانية والمصالح الضيقة التي لوثت واقعنا..
فمثلاً لو لجأ الزعيم السابق واستخدم جانب الحب الحقيقي لهذا الشعب المنكوب و الوطن ونصح لهم وتعامل معهم بروح الأب الحنون على أبنائه-ولم يستخدم القوة والعنف اللذان لم يؤديا إلى نتيجة إلى حد الآن-لكان بإستطاعته أن يحكم اليمن فترة أطول هو وأبنائه لأن الرفق والعفو يعمل ما لا يعمله العنف..
لو بذل ماله ونفسه في سبيل هذا الشعب لألتم الشعب حوله عن بكرة أبيه وحقق الكثير مما لم يستطع تحقيقه بالعنف..
الرسول صلى الله عليه وسلم لم يلتم الناس حوله إلا بالرحمة والعفو والخلق الرفيع..
سيدنا عمر رضي الله عنه كان الناس يجاملونه مجاملة في جاهليته لعنفه وبطشه ولم يكن أحد يحبه حباً حقيقياً قبل إسلامه لماذا؟ لأن الإنسان يكره العنف بالفطرة..لكن بعد أن تغير طبعه ورق قلبه أصبح الناس يحبونه حب عظيم وحب صريح نابع من القلب..وهذه القواعد هي نفسها في أي زمان أو مكان..
لكننا في اليمن وبسبب الجهل لازلنا نعتقد أن العنف والقوة هما أساس السيطرة والزعامة في حين أن المجتمع الغربي قد جرب ذلك وحدثت حروب كثيرة واستخدموا جميع انواع الأسلحة
ووصلوا إلى قناعة أن كل شخص له الحق بالعيش ولا سبيل إلى إقصاء الآخر..واليوم صاغوا القوانين وعاشوا سنوات طويلة بدون أية حروب..
لكن المأساة اننا مازلنا بادئين نسأل الله لنا المخرج..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق