هي نكبة حقيقية حلّت بالبلد ولا يوجد توصيف غيره يمكن أن نقترب من خلاله إلى الحقيقة
21 سبتمبر..انقلاب عسكري مسلح قادته مليشيات الحوثي وصالح على السلطة والدولة بكل مؤسساتها، قادت البلاد في الناهية إلى نكبة كبرى لم يشهدها أي بلد آخر في العالم.
نكبة..أنهت على الدولة ومؤسساتها وقضت على مؤسستي الجيش والأمن وحولتهما إلى مليشيات طائفية ومناطقية تنشر القتل في كل ربوع الوطن، لتحقيق رغبة جامحة في الوصول إلى السلطة على أنهار من الدماء.
نكبة ..أعادت باليمن إلى غابر التأريخ وأسقطته في وحل الطائفية والمناطقية والطبقية المقيتة، في محاولة بائسة لاستعادة الحكم السلالي الكهنوتي الذي تداعى مع اندلاع ثورة السادس والعشرين من سبتمبر المجيدة 62م التي سنحتفي بذكراها خلال أيام.
نكبة..قسّمت اليمن إلى شمالي وجنوبي وشرقي وغربي وقبيلي وعبد وسيد وإلى سني وشيعي وشافعي وزيدي وصاحب مطلع وصاحب منزل، وأثخنت في الجسد اليمني الواحد جراح الانقسام والتشظي والمذهبية والطائفية والنعرات الطائفية والأسرية وحولته إلى غابة من الفوضى وموطن فاشل يصعب تعافيه مع الزمن.
نكبة..أعادت الشعب إلى الأمراض والأوبئة الفتّاكة وبات نحو مليون مواطن مصاب بداء الكوليرا وآلاف من لقوا حتفهم بعد إصابتهم بالوباء، في وقت ظهرت فيه أوبئة الملاريا والسحايا والكزاح وحمى الضنك وأمراض أخرى دفنها العالم قبل قرن من الزمن.
نكبة.. استهدفت هوية اليمن وجمهوريته ونالت من ثورته المجيدة بغية استعادة حكم أئمة غابر أسقطه الشعب للأبد، واستهدف وحدة بشكل جديد ومسودة دستور توافق اليمنيون جميعهم عليها في حوار وطني شامل.
نكبة ..أسقطت اليمن في أسوأ كارثة إنسانية في العالم، فبات أكثر من ثلثي السكان بحاجة إلى مساعدة إنسانية ونحو مليوني مواطن نزحوا من ديارهم خشية بطش الانقلابيين بهم وهروباً من حرب أشعلها الانقلابيون لتركيع كل اليمن لمشروعهم، وأصبح موظفوا الدولة منذ أكثر من عام من دون مرتبات لترتفع معدلات البطالة والفقر إلى معدلات قياسية.
نكبة..ارتفعت بعدها الأسعار إلى أرقام فلكية ولم تعد من قوة شرائية لدى المواطن إلاّ من استطاع إليه سبيلا.
نكبة.. أوهمت الشعب بالثورة من أجله، فقضت على كل معالم الحياة وقضت على الشعب بالجوع والحرب والأوبئة.
نكبة.. بكل ما تعني الكلمة من معنى ولا توصيف آخر يليق بها غيره
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق